إستراتيجيات التعليم والتعلم في سياق ثقافة الجودة
(0)    
المرتبة: 255,807
تاريخ النشر: 20/06/2017
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:التعليم ظاهرة مركبة من عوامل وتفاعلات تبادلية الأثر والتأثير في مسيرة العملية التربوية؛ فالتعليم ليس سلوكاً أحادي البعيد بل إنه نشاط يتضمن العديد من المتغيرات التي تؤثر في سلوك المعلم، ومن ثم فإن التنبؤ بكفاءة وفاعلية المعلم لا تقاس ببساطة بقياسات مباشرة لمتغيرات كلها ملموسة أو واضحة، بل إن بعض ...ما يقاس منها (لتقويم المعلم) قد لا يستحق أن يُقاس أصلاً... إن المعلمين الذين يستخدمون نفس الاستراتيجيات والوسائط التعليمية من المحتمل أن يحصلوا على درجات كفاءة مختلفة، ومن ثم فإنه على برامج إعداد المعلم وبرامج تنميته المهنية أثناء الخدمة أن تقدم له طيفاً من الاستراتيجيات الحديثة والمتجددة ليختار من بينها ما يناسب سماته الشخصية ورسالته وخصائص تلاميذه وبيئة التعلم التي يعمل فيها وطموحات المجتمع الذي يعول على مخرجات مؤسساته التعليمية... والذي يتطلب من المعلم أن يجدد من استراتيجياته في ضوء خبراته والإمكانات المتاحة له... الإنسان لا يتعلم الخبرة بل يتعلم من الخبرة، الخبرة الذاتية وخبرة الآخرين... الاستراتيجية التي يستخدمها المعلم والمطلوبة حالياً في عالمنا العربي هي الاستراتيجية التي تقود إلى الجودة في التعليم في عصر الديناميكية والتعقد في كل مظاهر الحياة بل وفي سلوك المتعلمين... ومن ثم فهناك الحاجة إلى تنوع وحراك ديناميكي في الاستراتيجيات التي تعمل على تكوين المواطن العربي الذي يسعى حثيثاً إلى تقدم وطننا العربي إنساناً ومكاناً، وإلى تجديد شباب ما هَرِم من مشروعات التحديث والحداثة، والخروج من جلباب الماضوية المغلقة والإبحار في آفاق التربية المعاصرة والمستقبلية بإبداعاتها المعرفية والتكنولوجية... إن وطننا العربي –متمثلاً في مؤسساته التعليمية- لهو في أشد الحاجة إلى جودة حقيقية في التعليم تكون حصيلتها المواطن المتميز الذي يتواءم مع متطلبات المواطنة الحقة علمياً وقيمياً ومع متطلبات سوق العمل التنافسي الشريف... متطلبات رفاه المواطن وأمن الوطن بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية والقيمية والاقتصادية والأمانية في كينونته ومسيرته بل وفي صيرورته ومستقبله في عصر اقتصاديات المعرفة.
إننا نأمل أن يكون ما يقدمه هذا الكتاب من فكر وأمثلة تطبيقية لطيف من استراتيجيات التعليم والتعلم في بيئات طبيعية وإلكترونية يسهم في تحقيق الجودة ليس فقط في «المنتج»... بل أيضاً في مؤسساتنا التربوية ذاتها في ضوء المستويات والمعايير العالمية للجودة والاعتماد انطلاقاً من نظريات وخبرات وأبحاث ما ينبغي أن يكون عليه السلوك التدريسي للمعلم حتى ييسر للمتعلم أن يتعلم... وحتى يجعل من المعلومات التي يحصل عليها المتعلم مكتسبات من المعارف والمهارات الأصيلة ووسائط تقوده إلى السلوكيات القويمة. وعلى الرغم مما يرى به الرومانسيون وما يقول به البراجماتيون من أن «الجودة» مفهوم نسبي وقيمة أداتية ليست قطعية، شأنها في ذلك شأن مفهوم «الجمال»... باعتبار مفهوم يكمن في عيون –أو عقل- المشاهد. إلا أننا في هذا الكتاب نرى أن الجودة ليست فقط مفهوماً جمالياً بل أيضاً قيمة أخلاقية لها معاييرها ومؤشراتها يتمثل تحقيقها في إعداد المعلم الذي يمتلك الكفاية والدربة في استخدام استراتيجيات فاعلة في التعليم من أجل التعلم المثمر لصالح الوطن والمواطن في كل أرجاء عالمنا العربي... إقرأ المزيد