أرى كتاباً جميلاً: رسائل جبرا إلى ماهر الكيالي (1981 - 1994)
(0)    
المرتبة: 38,658
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:ترى، هل كان جبرا إبراهيم جبرا سيوافق على نشر هذه الرسائل بالتحديد لو كان حياً؟! فهذه الرسائل ليست رسائل عادية، بل هي مجرد خطاطات عملية تتعلق بشؤون جبرا الإنسان، لا جبر الكاتب، ولذا فإن من المفروض أن هذه الخطاطات لا تخص أحد سوى كاتبها (جبرا) ومتلقيها (ماهر الكيالي). إذن، ...ما الذي سيجده القارئ المطلق في نصوص كهذه؟ ما من شك في أن هذه الرسائل تصلح أكثر من النصوص الأدبية التي ليس معروف عنها سوى ظلالها البعيدة، ولكن القارئ العادي، غير المتخصص، ليس في وسعه إنجاز مثل تلك المهمة، وربما أنه سيكتفي من قراءتها بمتعة (التلصص) التي تتيح له أن يسترق النظر إلى عورة كاتب كبير مثل جبرا، غير أن (الصورة) في هذه الرسائل ليست متعلقة بتاريخ الكاتب، بل بتكوينه الجوّاني، أي بعلاقاته النفسية والروحية الداخلية، فليس ثمة فضائح صغيرة يمكن أن تترك أثراً عميقاً في نفس المتلقي لأنها ستريه أن كاتبه الكبير لم يكن مخلوقاً من كلام مقدس، بل كان، على الأصح، كائناً يخلق عالماً من اللغة حين يكتب، وينهزم أمامها حين يخلع قناع الكاتب ويقف أمام ذاته العارية.
تتيح هذه الرسائل للقارئ متابعة نمو العلاقة وتطورها بين شخصين يفترض أن بينهما علاقة عمل لا علاقة صداقة، فعلى الرغم من أن الموضوع الأساسي الذي تبحث فيه الرسائل هو علاقة العمل نفسها! نشر الكاتب والحقوق المادية وتزكية مخطوطات بعض الكتاب للنشر، إلا أن القارئ يلحظ ذلك التحول الجوّاني الذي جعل علاقة الخطاف العمل قائمة على خلفية وجدانية لا على خلية نفعية خالصة. إن رسائل جبرا هذه لا يمكن أن تحسب ضمن إنتاجه الثقافي. لذا لن يجد الناقد الأدبي ما يشتغل به. انها وثائق نفسية بالدرجة الأولى، وتاريخية بالدرجة الثانية، ولكنها، بصفتها كذلك، تصلح لإضاءة بعض النصوص، وبعض جوانب منتجها الكبير. إقرأ المزيد