الفقهاء والحاكمية في إيران
(0)    
المرتبة: 309,379
تاريخ النشر: 19/07/2023
الناشر: المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:كانت هناك دائمًا قراءات مذهبية متعدّدة داخل الجماعة الشيعية؛ فالحوزويون التقليديون لا يؤمنون بالعمل السياسيّ، ويجعلون الحاكمية لله، ثمّ للإمام المعصوم الغائب، ولم يجعلوا الحاكمية لغير المعصوم حتى ظهوره. لكن هؤلاء تركوا مساحات بينهم وبين السياسة، فلم يشتبكوا مع السياسة ولم يُنازعوا فيها، وهم وإن ظنّوا أنّ الأنظمة القائمة غير ...شرعية، سواءً أكانت شيعية أو غير شيعية، فإنّ مقولتهم ظلت نظرية دون فعلٍ في الواقع، انتظارًا لظهور المعصوم. وثمة فريق انتظاريٌّ من هؤلاء، آثرَ البدائل الديمقراطية والدستورية إلى حين ظهور المعصوم، وسُمي ذلك التيار بتيار الدستورية، أما خصومه الذين مجّوا الدستور، ورفضوا الديمقراطية فسُموا بتيار المستبدة. أمّا النسخة الأخيرة وهي محلّ الحديث، فهم الولائيون، الذين يؤمنون بولاية الفقيه المطلقة، وهؤلاء وإن كانوا تقليديين على المستوى الفقهي، إلا أنهم حركيون وراديكاليون في الإمامةِ والسياسة. وهؤلاء يقولون بنفس قول المنتظرة: "إن الحاكمية لله ثُم للإمام المعصوم"، لكنهم افترقوا عن الأُوَل وقالوا إنها انتقلت للوليّ الفقيه حتى بدوّ المعصوم. ونعتبرُ هذا السِّفْرُ النفيس، من أهمّ ما (إن لم يكن أوّل) صُنّف من مصنفات تتناول مقولة الحاكمية عند الولائيين الشيعة، وتأثيراتها الكبيرة على الجماعة الشيعية نفسها، ثمّ على الآخر السياسي والمذهبيّ. فجلّ ما صُنّف في مسألة الحاكميّة تتناول الإسلامَ السنّي، وحركات العنف الحديثة التي تولدت في النصف الثاني من القرن العشرين، في حين إنَّ الحركية الشيعية وُلدت في نفس الفترة، وسرعان ما تضخمت وتعززت مقولاتها بعد نجاح "الثورة الإسلامية" عام 1979م، ووصول الفقهاءِ إلى هرم السلطة.
ويسعى الكتابُ إلى الإجابة عن أسئلة مركزيَّةٍ؛ فيفكّك العلاقة بين العنف ومقولة الحاكميّة، وموقع المقولة في العقل الولائيّ، وجغرافيا الحوزة الشيعية، وهل القول بها مركزيٌّ أم هامشيّ، تكتيكيّ أم إستراتيجيّ؟ ومن ثمّ إدراك الدور الجوهريّ لمقولة الحاكمية، وانعكاساتها على السياسيّ والاجتماعيّ، والقراءة الدينية برمتها. إقرأ المزيد