جذور فلسفية في الشعر العربي القديم والمولد
(0)    
المرتبة: 84,264
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:اعتمد الكاتب في جمع مواد الكتاب على ما تيسر من مطالعته، من دواوين الشعراء ومجاميع الرواة، مما اثبت في جدول المصادر، فاختار منها ما جاء في الحكم والأمثال والوصايا والعظات، وكل ما هو من قبيل التوجيه والإرشاد، وبدا له بعد تنسيق المواد في ثمانية جذور، أن بعضها تكثّف وتبلور ...في آثار واحد أو أكثر من كبار شعراء العربية، فرأى من المناسب إعتباره منها بمقام الركيزة والعماد؛ فعماد البطولية: أبو الطَّيِّب المُتنبي، وزعيم الإباحية: الحسن بن هاني - أبو نُوَاس، ورائد الهروبية: أبو العتاهية، وداعي العقلانية: أبو العلاء المعرِّيّ، وأمام المثالية: الشريف الرضيّ، وقطب الشمولية: ابن عربي.
وبقي من تلك الجذور العدمية والحتمية، الأولى موقف ناشز اتخذه أبو العلاء في غمرة هروبيته، والثانية توزعتها المواقف الأخرى، فأخذ بها الجاهليون من خلال عبادتهم للدهر بشخص "مناة"، وقرنها الإسلام بعقيدة القضاء والقدر كما تجلت في شعر أبي الأسود الدؤلي، ثم اختار البطوليون منحاها الإيجابي، واكتفى الهروبيون بوجهها السلبي، وظهرت منها بوادر شتّى في الإباحية والعقلانية.
ولما كان اعتماده في هذا البحث، كليّاً على الشواهد الشعرية، وما ورد فيها من آراء وأفكار فتصرف ببعض الشواهد بما لا يسيء إلى معنى الشاعر أو إلى غرضه أو صياغته، فقدم وأخر في بعض الأبيات مراعاة لسياق الفكرة، وراوح بين أنواع الروابط الكلامية في أوائل بعض الأبيات دون إضرار في المعنى أو الوزن؛ ثم إن خالف في قاعدة الفصل بين صدر البيت وعجزه فقدم إعتبار المعنى على حكم الإيقاع مستعيناً في إبراز الأفكار بإستخدام الفواصل والضوابط في الأماكن اللائقة.
هذا ولقد أردف الكتاب بخاتمة حاول الربط فيها بين ماضينا وحاضرنا، فأشار أولاً إلى أن تعدد هذه المنازع الفكرية وضع أمام الأمة شعارات عقلانية متعددة ضاعت بينها المقاييس، وأوضح ثانياً أن الحاجة إلى شعار واحد يجمع الصفوف ويرصّ البنيان، وألمع ثالثاً إلى أن شعار الأمة ينبع من تراثها وحاجاتها، ولا يستورد من الخارج، ثم عمد إلى عملية "فرز وضم" استخرج بها شعاراً ربما ساعد على تنسيق الآراء وتوحيد المواقف، فوحدة الشعار العقلاني (Ideology) أمل الأمة في البقاء وسبيلها إلى التقدم والرقي. إقرأ المزيد