تاريخ النشر: 01/04/2006
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يجمع هذا الكتاب "مقالات سياسية" كتبت في السنوات الأولى من الألفية الثالثة، وتناولت الأحداث والوقائع في شبه القارة العربية-الإسلامية، ومتغيرات العلاقات الدولية التي رافقت هذه الأحداث والوقائع، ونسجت خيوطها نظريات وعقائد سياسية ورسمت سياسات، دولية، وإسلامية وعربية، هي مدار هذه المقالات.
وتكتسب هذه المقالات أهميتها وفائدتها من مكوناتها التالية: أولاً: ...إن الكاتب يعبر فيها عن رؤية سياسية، أقرب إلى النظر في الأحداث والوقائع، ومقاربتها بمنهجية الفلسفة السياسية أو الفقه السياسي، وذلك في محاولة لتبيان حركة العقل السياسي في توجيه هذه الأحداث والوقائع، وإذا كانت الصحافة وفق تعبير ألبي كامو هي فن تأريخ اللحظة فإن في هذه المقالات جانب من التأريخ، لكنه تاريخ يصنعه الإنسان وتتحرك فيه الروح وتصبح أحداثه ووقائعه تجليات هذه الروح في تاريخها الخاص.
ثانياً: هذه الخاصية، تمنح "مقالات سياسية" صفة كتابة فينومنولوجيا السياسة في المنطقة العربية-الإسلامية، في مرحلة شكلت بداية ألفية جديدة وجمعت بين قرنين، وشهدت متغيرات عميقة في علاقات النظام الدولي وصلته بالنظام العربي، ومهدت لنشوء أفكار وعقائد جديدة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، وثقافة جديدة عادة ما تجد مهادها في المراحل الانتقالية، التي تفصل بين زمنين.
وعليه، يجد الناظر في المقالات، أنها شديدة الارتباط بدراسة الأحداث والوقائع في مدارها الزماني، لكن ذلك لا يعني أنها ذات طابع حدثي، وإنما تتجاوز الزمن –الحدث إلى الزمن- التأريخ، وهذا ما يفيدها معنى السيرة. تتجمع دروسها وعبرها، وتكون صالحة لاستخلاص مجموعة من المفاهيم والقواعد التي تصلح للاستفادة منها في دراسة أحداث ووقائع أخرى تتحقق في زمان آخر، مداره الحاضر والمستقبل.
إن ترتيب المقالات يسمح بمتابعة الظواهر السياسية في المكان، والزمان، "هنا-الآن" رابط لا يمكن إدراك الفعل السياسي دون أخذه، بقوة، بعين الاعتبار.
"مقالات سياسية" تكشف عن رؤية صاحبها، لكنها من جانب آخر، تكشف عن مشترك في هذه الرؤية مع الآخرين، والقصد من نشرها في كتاب، بعد صدورها في اليوميات العربية، هو استعادة الفائدة منها، على قدر وسع المقال.. إقرأ المزيد