تاريخ النشر: 28/06/2010
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:كما في الميتالوجيا تكون الحقيقة واقعة من فنطاسيا مفتوحة على عالم الإمكان الذي يسكنه الخيال. تلك حالة الحصار والممر الأخير والمقاتل الأخير، من خلفه الجدار وأمامه أبواب الشهادة المفتوحة على رائحة الجنان، والأقصى في القلب والقدس عالية من الماء إلى الماء، من القرى إلى القرى، ومن المدن إلى المدن ...... في المساحات الكبيرة والمربعات الصغيرة، والغرف التي تعانق سكانها والجدران العصية على الدمع، العصية على الغزاة والعصية أيضا على الحصار، هذا هو الزمن العربي الجديد، زمن الفتية الميامين، ودماء الشهداء الزكية تزرع الرعب في قلوب الأعداء، فلا مناص من النصر وهو آت مع أنفاس الشهداء العطرة، والدماء التي تورق كما الورد في سياج البيوت الجميلة.
ما يقوم به الشعب الفلسطيني أمر يفوق الخيال ويستعصي على الوصف، وذلك وفق شهادات حية ومباشرة لكل المراقبين من كل أنحاء الدنيا، في عالم صغير "يتفرج" فرحا حزينا ساخرا غاضبا على ما يدور في أرض هي مهبط الوحي وملتقى الديانات السماوية، أرض مقدسة، بارك الله سبحانه ما فيها ومن فيها، وما حولها ومن حولها، كانت دائما محط المواجهة بين الخير والشر، بين حزب الله وأعداء الله ... أرض وتاريخ لطالما جعلت مفتاح السلام والحرب الصلة بين الجهات الكونية، عقدة الفصل والوصل في صورة هي الأبهى عن تجربة الإنسان ككائن عاقل ومسؤول في هذه الحياة على هذا الكوكب، وفي ما وراء الحياة من حساب وميزان ... كأنها فلسطين الصورة الحسية لهذا العالم والصورة المثالية له في آن واحد.
لقد كتب على شعب فلسطين المرابط أن يكون في رباطه المقدس الصورة الناطقة عن الدور الإنساني، بما هو إرادة ومسؤولية، أو هو مكان للسؤال وللجواب، وفي ما بعده، ولذلك كان شعب فلسطين يدفع ثمن صراع القوى بالمعنى السياي والفلسفي لهذه الكلمة، وكان عليه أن يقبل هذا الدور وهذا ما يفسر الطمأنينة التي يقبل فيها مواجهة مصيره، وهذا التفاعل الإنساني مع مصير تشاركه به الإنسانية جمعاء.
وفي هذا الإطار يأتي كتاب "القدس والإنتفاضة" للكاتب "طراد حمادة" ليعرض تاريخ المدنية المقدسة وأهم المواقف الدولية بشأنها وكذلك ليشير إلى تأثير الإنتفاضة في الأراضي المحتلة على الوضع الثقافي العربي العام. إقرأ المزيد