تاريخ النشر: 29/06/2009
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذه الرواية الواقعية مهداة "إلى بشير…إلى من لاحقته التأشيرات الباردة، وأراد التأشيرة الحمراء،..".
يعود "نديم" من بيروت خائباً، بعد أن رُفض طلب تأشيرة هجرته إلى بريطانيا، إلى منزله في جبل عامل، جنوب لبنان. و"يفكر بأسى كامن كيف تحطمت أحلامه بالرحيل.."، "أيكون قدري الاحتراس من قنابل إسرائيل وحروبها التي استوفت وتلك ...التي لم تستوف..".
"كامل"، الذي "ترك المدرسة في صف كانت لا تزال فيه السلحفاة المجتهدة تنتصر على الأرنب الكسول"، "هو من الأشخاص القلائل الذين يأوي إليهم نديم في الملمات..". أمه التي كانت في قرارة نفسها تخجل من طباعه إذ "كان نديم هادئا ومسالماً تماماً كذاك الخدّ المسيحي"، أرادته أن يعمل في مجال التعليم. "لم يجد ما يقوله لوالدته فهو يعلم تماماً أنه، ومنذ أن تخرج من الجامعة وأصبح مؤهلا للخروج مع ذكور القبيلة إلى الصيد، لم يعد من المسموح له أن يتلذذ بالجبن والفراش ووقود السيارة..".
"كان نديم الضحية المفضلة عند الجميع لأنه يفشل دائماً أن يراكم أية خبرة في معالجة المواقف والتحديات الصغيرة التي تواجه الإنسان كل يوم في مكان دمرت فيه وشظيت كل الأحلام الكبيرة"، لذا قبِل فكرة التعليم وذهب إلى المدرسة في مدينة صور..حيث سيتعرف على المدرّسة "روان" و"كم كان الشعر ضئيلا أمام وجهها وأمام عينيها.." فأحبها، "ونزع كل غطاء عن حياته وقدّمها لروان عل طبق من حنين عتيق".
"هانئة كانت أيام نديم لولا فلسطين"، كل يوم "كان يشكو لحبيبته حزنه وتأثرّه الشديدين" بصور مجازر وشهداء فلسطين. فزار ابن عمه "حسن" الذي سبق وفاتحه بموضوع المقاومة.
"أراد نديم بندقية من المقاومة، وأرادت المقاومة حياته، نمط عيشه، ولم يعرف نديم حينها أنها أرادت أيضاً بسمته من الدنيا، نافذته على السعادة، لقد أرادت روان".
يتمنى الكاتب الشاب على القرّاﺀ "أن يلتفتوا إلى شكل الكتابة التي اعتمدها، وقصد منها التجديد في القول، والمزيد من الحفر عن أقاصي المعنى في النصوص بكل أنواعها"، فلغته مميزة وتعبيره صادق ونافذ إلى حد الجرح، ومرارته لاذعة إلى حد إيقاظ من غفل عن الأهم والأولوي والفاعل. وبحسب رأيه، "ان الإحساس بالمحيط والقدرة على التقاط الإشــارات الأدبية التي يذخر بها الواقع هي الرهان الأكبر بالنسبة لأي كاتب". إقرأ المزيد