تاريخ النشر: 01/01/1966
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:وهذا حوار آخر لأفلاطون، أطلق عليه اسم (غورغياس) معلم الخطابة الأول في أثينا. واهتمام أفلاطون بالخطابة يرجع إلى أمرين، على ما ورد في الحوار. هو معنيّ، أولاً: بفن الخطابة كطريقة من طرائق التربية والتعليم. وهو معنيّ، ثانيا: بممارسة الخطابة كوسيلة للوصول إلى الحكم والسلطان.
ومن الخطابة يتدرج أفلاطون إلى السياسة ...ومن السياسة يتقدم إلى بحث أسس الحياة كلها. فالحوار يتجاوز حدود عنوانه ويتجاوز فن الخطابة ليتناول السياسة ويحتضن الحياة بأسرها. وبشكل عام يتألف حوار (الخطيب) هذا من ثلاثة أحاديث متتالية بين سقراط وبين محاور آخر. فكأنها ثلاثة مشاهد يلعب في كل مشهد منها ممثلات. ففي الحديث الأول بين سقراط وبولس نجد أن الخلاف على قيمة الخطابة يتوقف على معتقدين مختلفين عن سعادة الإنسان. وفي الحديث الأخير بين سقراط وكاليكيس، حيث يبلغ الحوار ذروته العليا، تتراجع المسائل الثانوية ويبقى أمامنا النزاع المباشر المطلق بين نظرتين في الحياة، كل نظرية تمثلها شخصية بارزة.
وهكذا تتضح الغاية من الحوار أن توضع"حياة الولاء للخير الأعلى" ضد نظرية "إرادة القوة" وضد تطبيقها. ثم يرى القارئ كيف تبدو "إرادة القوة"، كما يشرحها رجل ذكي قدير مثل كاليكيس وكما تتمثل في الاستعمار البيركلي، من وجهة نظر سقراط، وكيف تبدو معتقدات سقراط وحياته لمن يعبد القوة مثل كاليكيس وبعد أن ينظر القارئ إلى كل فريق بعين الفريق الآخر ويستمع إلى حجج الفريقين جميعاً يبقى هو الحكم الأخير. إقرأ المزيد