تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمدوني"، يعود بعمومته إلى تغلب وبخؤولته إلى تميم، كما يقول في شعره. قيل أنه ولد في الموصل فسماه والده الحارث وكناه أبا فراس، أي الأسد، ولم يخب ظن والده فقد كان فارساً من الفرسان المعدودين. ربي أبو فراس يتيماً تحتضنه أمّه ويعطف ...عليه ابن عمّه سيف الدولة، أخو ناصر الدولة. ولما استوى سيف الدولة على سرير الملك في حلب حمل معه أبا فراس فتخرج هناك في العلم والأدب، وتمرس بالروسية، فخرج شاعراً فارساً، وكان سيف الدولة يحبه لشجاعته وكرم أخلاقه، فقلّده إمارة منبج، وكان يصحبه في غاراته، فيسطو على القبائل التي كانت تثور بابن عمه. وذات يوم بينما كان عائداً من الصيد في نفر من أصحابه فاجأه كمين رومي كان قد نصبه "تيودور" على أبواب منبج، ففرّ أصحابه وقاتل وحده، فأصابه سهم في فخذه بقي فيها نصله، فأخذ أسيراً وحمل أولاً إلى خرشنة ثم إلى الفسطنطينية، فبقي في الأسر سبع سنوات إلى أن افتداه سيف الدولة. ولم يعد من الأسر حتى أقطعه سيف الدولة حمص بدلاً من منبج، ومات سيف الدولة بعد عودة أبي فراس بسنة واحدة وتولى بعده ولده أبو المعالي ابن أخت أبي فراس، وتسلم الحكم بالوصاية عليه غلامه التركي قرغويه، فأبى أبو فراس أن يطيع هذا الغلام وطمع بالسيادة على سوريا وشجعه على ذلك بعض غلمان سيف الدولة. فأوغر قرغويه صدر أبي المعالي على خاله فأرسله بجيش إلى محاربته فدارت عند صدد قرب حمص معركة غُلب فيها أبو فراس، وجرح وهو عند جبل مدببة فسقط عن فرسه وقطع رأسه وحمل إلى أبي المعالي. وهكذا خسر الحمدانيون به رجلاً من ألمع رجالهم في الفروسية والشعر.
وهذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" يجمع بين طياته شعر أبي فراس الوجداني برواية "أبي عبد الله الحسين بن خالوية" هذا الشعر الذي ينطق بشخصية صاحبه، شخصية رجل أبيّ النفس، فخور، شجاع، صادق المودة، محبّ لأمّه بار بها، محب لأولاده ووطنه، مخلص لابن عمّه سيف الدولة. وكان يتشيع لآل البيت وله فيهم ثلاث قصائد هي من أروع شعره، يعرب فيها عن إخلاصه لهم وصدق تعلّقه بهم، وتألمه لما نابهم من حيف وأذى. وأبو فراس نفح الشعر العربي برومياته التي نظمها وهو أسير بلون عاطفي لم يعرف من ذي قبل، يرشح بصدق الإحساس، والتصوير الواقعي والشكوى والتألّم؛ وهذا اللون هو الذي ضمن له الخلود الأدبي. إقرأ المزيد