مجموعة في الاغاني العامية العراقية
(0)    
المرتبة: 41,078
تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:اشتهر أهل العراق منذ أقدم الأزمنة برقة شعورهم ودقة فكرهم وحُسن وصفهم لما في الطبيعة؛ ولذا فقد تفتقت ألسنتهم بما نزل على صدورهم فكانت تلك الأشعار الرائقة الرائعة وتلك الأبيات الأبيّات حتى أصبحت أمثلة يحتذى عليها كل مضنْ جاء بعدهم في سائر مختلف الديار ولا سيما في المشرق الأقصى.
إذ ...قلدوهم في النظم تأدية لما تجيش به نفوسهم. ونحن نذكر بأن أقدم منظومة عُرفت في التاريخ هي قصيدة جلجمش وكان من أبطال ملوك العراق الأقدمين ومن سادة أُرك فوضعت واقعته وصفاً شعرياً حماسياً في المائة الثالثة والعشرين قبل الميلاد...
وتعاقبت الأمم والأقوام على ديار العراق لكن مزيتهم الشعرية بقيت فيهم كأنهم يرثونها وراثة وطنية تنتقل من القوم الواحد إلى القوم الآخر ومن اللغة الواحدة إلى اللغة الثانية من غير أن يطرأ على تلك الشاعرية ما يغيرها تغييراً عظيماً.
وهذا الكتاب الذي نقلب صفحاته "مجموعة في الأغاني العامية العراقية" لأنستاس ماري الكرملي هو واحد من أهم الكتب التي جمعت الأغاني العامية العراقية، يذكر فيه المؤلف نشوء الأغاني منذ أول العهد بها في عهد الآشوريين والآكديين إلى عهد العباسيين إلى عهدنا الحاضر.
يبدأ الكرملي بحثه في الحديث عن الفنون التي عُرفت في العهد العباسي كالزجل والمواليا، والكان وكان والقوما والحماق والدوبيت والموشح والبليق والمزبلج والمكفر، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الأغاني المعاصرة مثل الابوذية، العتابة، السويحلي... الخ دون أن يشير إلى ما إذا كانت الأخيرة متطورة عن سابقتها أم أنها منبتة عنها كلياً...
اللافت في هذا الكتاب أنه يتضمن عدداً من النصوص تتباين أزمانها، فهناك نصوص قديمة جداً وأخرى حديثة يدل على ذلك أسماء قائليها أو ألفاظها وطرق نسجها وتركيبها. وعلى ذلك نستطيع أن نقول بأن النصوص التي تضمنها الكتاب تنقسم إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى: نصوص لشعراء قدماء، المجموعة الثانية: هناك مجموعة من نصوص الابوذية، المجموعة الثالثة هناك نصوص كثيرة لشعراء عاصروا الكرملي مثل عبد الرحمن البناء، سليم طه التكريتي ومحمود حيدر خانة... إن اهتمام الكرملي-وهو العالم اللغوي المدافع عن العربية الفصحى-بالعامة وآدابها يدل بوضوح على أن الآداب العامة لأية أمة من الأمم يمثل التعبير عن أصالة الأمة وحضارتها، وإن دراسة تلك الآداب وإمعان النظر فيها يعين على تفهم المسارب الفكرية والحضارية وتطورها وللكرملي فضل آخر في هذا الكتاب يتجلى في حفظه وتثبيته لهذا العدد الكبير من النصوص الأدبية والشعبية التي كان من المحتمل أن تبعثرها يد الزمان فتصير نسياً منسياً. إقرأ المزيد