ديوان عبد العزيز المقالح - الأعمال الكاملة
(0)    
المرتبة: 212,373
تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:"بلا وطن تفتتت أقدامه على طريق الليل والشجن، يرضع في عينيه جرح "يعقوب"، تخونه ذاكرة النفي، ويوسف اختفى عريان، لا قميص هل يرد ضوء عينيه، ويوسف المشرد، الزمن؟ تذبل، تبهت الأشياء في عالمه الأعمى.. عالمه المسدود. تطعنه مخافر الحدود، والريح -خيل النفي- لا تني تحمل ظله تنشره غمامة ظامئة ...على التلال، تزرعه دمعاً على جبال الوطن الجريح، في حقول الجدب، نيراناً على الرمال حبيبتي مدينتي لا صوت، لا نشيج، لا بكاء، تصاعدت من بئر "يوسف" الأصداء عريان لا قميص لي أبعثه في العير هل تبعث المدينة النائمة الخرساء بشارة إليه، قطعة من ثوب عرسها الجديد؟؟ صنعاء طال انتظار الفجر وأحقت خيوله، وبكى -حزناً_ تضرعه كل العوانس في أحيائنا ولدت وأنت عانس حي طال مهجعه، هيا احبلي جبلاً، هي احبلي بطلاً ومن غزير دمانا سوف نرضعه، كنت الولود، لماذا أجدبت؟ ومتى جبالك الشم -يا صنعا- تطلعه؟ وليدنا القادم المحبوبن كم ذهبت أحلامنا تتملاه وتبدعه، كنا رأيناه في "أيلول" ممتشقاً حسامه، في ضلوع الليل يدفعه، فما لنا في منافي الشمي نطلبه كيف اختفى؟ أين -يا صنعاء- موقعه؟ إن كان يشكو هزالاً نحن نطعمه أو كان يخشى ظلاماً نحن نخلعه لا تخجلي من صحايانا فكل دم يراق، في الجسد المهزول مجمعه، وكل ذرة رمل فيه، وجه فتى من أجل عينيك -يا صنعاء- مصرعه، متى يأوب تحترق النجوم في عينيه والدروب مغترباً في ثوب "عوليس"، فلا ريح الشمال أشفقت على زورقه اللاهث في بحثارها ولا نوارس الجنوب صنعاء ترتدي غربته حيناً غلائل الفجر، وأحياناً ستائر الغروب يلمحها في القمر الفضي تارة صبية سمراء تعشقها عيون الشمس والأنهار وتارة يلمحها -في قبضة الموت- عجوزاً رثة عمياء تثير حزن الليل والنهار منسية في جزر النفي، على المرافئ القديمة، راحلة مقيمه، تحملها عيناه -مبحراص وقاطناً يسأل عنها الشاطئ الأحمر.. يسأل التلال الخضر والسهوب لا أحد! إلا ظلال امرأة ثكلى وعلم تنصبه الريح على الجنوب وزورق خاو، ترجع المياه حوله متى يأوب؟ متى يأوب؟ أستودع الله في "صنعاء" لي قمراً في الأسر، سبتمبر المهجور مطلعه رأيته في ظلال الليل مشتعلاً وهزني في سبات الكهف مدفعه".
يضم ديوان عبد العزيز المقالح هذا خمسة دواوين قديمة هي: لا بد من صنعاء، مأرب يتكلم، رسالة إلى سيف بن ذي يزن، وهوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي وأخيراً ديوان عودة وضاح اليمن وفي هذا الأخير اختلط فيه صوت الشعر بالحنين إلى اليمن، واليمن التي يحن إليها الشعر، وهي اليمن الجميل الجديد الموحد، يمن المحبة والعدل والاجتماعي، يمن الثورة والفقراء والطلبة والمهاجرين، يمن الجنود والضباط الأنقياء. ومن أجل ذلك اليمن الجميل الجديد يكتب جيلنا الشعر، ويحب الورد، ويحتفل بمنظر الشروق: ودياري هي الحلم، من أجلها أسكن الشعر، والشعر يسكنني، يتخلق عبر دمي.. تحت جلدي خلايا، وأنسجة، في النهار الكليل يرافقني في المغاور شمساً وفي الليل يركض في خيمتي قمراً، كلما اشتقت للوطن المستباح النجوم، نشرت خريطته في دمي فوق جمجمة الشعر، في عظمه وتحسست جرح القرى والمدائن. إقرأ المزيد