سيرة مختصرة ؛ لمن قرآت وعايشت وصادقت
(0)    
المرتبة: 33,145
تاريخ النشر: 02/08/2018
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب صوّر عن أدباء ورؤساء وحكام جمعهم ومدوّن هذه السير ، العمل بهم ... فالشخصيات الأدبية التي تناولها تمثل العقل في حالة إرتقائه ، وتعطي القارىء رغبة وحساً في التلاقي ، والتماثل وإيقاظ الروح ، وردّها عن الخمول ، وتحويلها إلى التفتح والصمود . فقد عايش هذه الشخصيات ...، وأحسن قراءتها ، وبذل جهداً ليتعلم منها .. من خلال معاشرتها وصحبتها .. وهو يذكر بأنه كان - أحياناً - قريباً من بعضهم ، حيث الصداقة معهم في العمل والملاحقة - من طرفه - متتبعاً لهم ، ومزاملاً ، وهم صنّاع الكلمة المضيئة في حياة الناس . كان مدوّن هذه السير مع هذه الشخصيات في أزمانٍ متقاربة ، وكان لمعظمهم وجهٌ سائدٌ هو الوجه الإبداعي .. وكان لبعضهم نوازع أخرى مثل المفاخرة والتباهي . وهنا يحاول بيان شيئاً مما يحض على القارىء من حياة وسلوك البعض من أصحاب هذه السير . على سبيل المثال يذكر شيئاً عن الشاعر معين بسيسو ، فيقول أنه كان شاعراً ومناضلاً ، ومقامراً وكذوباً - في نفس الوقت - وقد كتب عنه مستتراً بعض الفصول من حياته ، دون تجنٍّ ولا مواربة . أما عبد الوهاب البياتي الشاعر الكبير .. فيذكر أن هذا الشاعر كان طريداً في المهاجر ، لا يقوى على العيش في العراق ، مشيداً إلى أن لسانه كان لاذعاً ، بحيث لم يوفر أحداً حتى زوجه ... وقد كتب عنه كتاباً ، وبدر شاكر السياب ، الشاعر المبدع المغبون حقه ، وقد عرفه في الكويت ، وهو طريح الفراش ، وزاره مرات مع الشاعر الكويتي علي السبني ، والكاتب الفلسطيني ناجي علوش ... إلا أنه يؤكد أنه لم يتناول سيرته .. لأنه لم يقوَ على ذلك ، وكان ولم يزل السيّاب تاج الشعر العربي الذي سقط على فراش المرض والحاجة والعوز .. عرف صاحب هذا الكتاب ، جامع هذه السير ، كبير كهنة الشعر المعاصر والحديث ، أدونيس - علي أحمد سعيد - وزوجه خالدة السعيد قبل خمسين عاماً ، حيث كانا في مقتبل العمر ، وكان هو حديث المعهد في هذه الحياة ، وكانا ما زالا يسكنان على رابية في الأشرفية ، وكانت لها لقاءات ، وأكل معهما ، باميا بالزيت بعد منتصف الليل ، وأدرك أن خالدة طباخة عظيمة ، بجانب كونها كاتبة عظيمة ، وبات أدونيس وزوجته صديقيه ، وكان أول من نشر أعمالها شبه الكاملة . وأما الشاعر الكبير فقد ذهب إلى موسكو وهاتفه في معهد الإيدولوجيا السوفياتية ، وأخبره أنه كان قد قام بطبع كتبه في بيروت ، وقضى معه عشر ليالي متسكعاً على الأرصفة والمطاعم والشوارع ، سائحين ومكتشفين حال موسكو ، حتى بات محمود درويش صديقه ، قبل أن يرحل إلى مصر والعالم العربي ، وكان أول من جمع أعماله وقدمها في المشرق والمغرب العربيين ، وكتب عنه أقل ما تنبغي كتابته ، معترفاً أنه لم يوفه حقه في ذلك . كذلك ومن هؤلاء الذين كتب سيرهم السفير السعودي الشاعر حسن عبد الله القرشي ، قارئ المتنبي كله ، وحافظ أربعين ألف بيت في الشعر العربي ، الذي عرفه أديباً مع الأدباء وفياً لمن أحب وعرف ، سافر معه إلى باريس والقاهرة واليونان وبيروت ، وبات صديقه ، ونشر له أعماله الكاملة ، وكتب عنه . كما عرف الشاعر محمد رجب الفيتوري ، عندما كان في السودان .. وعايشه وعرف زوجته وأولاده و و ... وكتب عنه من بعد كتاباً . وجاور الشاعر نزار قباني ، أمير الشعر المعاصر ، كان جاره في المكتب بعمارة بنك بيروت والبلاد العربية ، وكان يلتقيه مرات في الأسبوع الواحد ، وعرف زوجته العراقية وإبنته وإبنه الذي أراد دراسة الجراحة للقلب في لندن ، وكان قلبه عليلاً حتى مضى ، وكان شاباً واعداً طموحاً ، وكتب عنه من بعد كتاباً ... عرف مدوّن هذه السير العشرات من أمثال هذه الصفوة العظيمة ، وعرف الصغار الذين واكبهم ونشر أعماله ، حتى كبروا وذاع صيت بعضهم في المغرب والخليج وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين .. عرف من ترك الشعر ومضى مع قطيع السلف ، عرف أكثر مما ينبغي من الشعراء .. من كل الألوان الذين باتوا اصدقاء وأحباب ورفاق درب في المدن العربية ، ولذلك رأي ، وبلا إحجام ، أن يكتب القليل عمّن عرف من هذه الصور ، يفعل ذلك دون أن يقترب من العواصف ، والإنزلاقات الخطيرة التي عصفت بالبعض ، أو انزلقت بهم .. بل أخذ ، في مدوناته هذه ، الأمور برفق مبقياً على صلة الروح بينه وبينهم ، على أمل أن يجد القارىء في هذه النصوص قبولاً ومتعة . إقرأ المزيد