يا إبنتي... إنها طيور لا تغرد
(0)    
المرتبة: 286,986
تاريخ النشر: 09/12/2019
الناشر: دار العودة
نبذة الناشر:خرجت من البيت ليلتها كطائر مذبوح يغيض من الدم، خرجت وأنا أحس بأن كل أحلامي تتسرب مني، وتتلاشى آمالي كخيوط من دخان.
مشيتُ كلي إقتناع عميق، ولكن غير مفهوم، بأن عقارب الساعة قد توقفت بيني وبين هيلين، خرجت حائراً محطّماً، ونجيب هيلين يمزقني من الداخل، رحت أبحث في كل ركن خفي ...من عقلي، وفي زاوية مظلمة من وجداني، عن حل يبقي على هذا العشق الرائع، لكن للأسف، لم أتلق سوى وعود واهية، من مستقبل لا أعلم ماذا كان يخبئ لي... وتولّدت لدي، حينذاك، قناعة ما زالت تلازمني حتى اليوم، وهي أن الحب كالحرب، لا يوجد فيه إنتصار كامل، ولا هزيمة كاملة...!
المهم أنني خرجت وقتذاك لا أنشد إلا شيئاً واحداً... هو الهروب والإختباء... الهروب من نفسي، والإختباء من نفسي.... تهت لا ألوي على شيء ولا ألتفت إلى شيء... ولا أدرك شيئاً... حتى أن تلك الليلة شهدت توتراً أمنياً شديداً.... ولكن ألفيت نفسي سائراً، وتائهاً، غير حافل بكل ما كان يدور من حولي. كنت أرجو حينها أن أتلاشى تلاشياً أبدياً، وطفقت، منذ تلك الليلة المفجعة، أبحث عن هيلين... ولم اعثر عليها حتى هذه اللحظة...!.
يا لتعاسة الروح التي تفقد توأمها للأبد! أعذروني... أشعر بالإجهاد، ولا أريد استذكار لحظات الوداع، وما حفرت الأيام في داخلي بعد رحيلها، لقد عرفت نفسي حين عرفتها... ولمّا رحلت، ضاعت مني نفسي...! أرجوكم، أريد الإسترخاء... دعوني أتمدد، وإذا غفوت لا تحاولوا إيقاظي. إقرأ المزيد