من التنوير الأوروبي إلى التنوير العربي
تاريخ النشر: 18/08/2023
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كنت قد ألفت كتاب «مدخل إلى التنوير الأوروبي» في سنواتي الباريسية الأولى. ولكنه لم ينشر إلا عام 2005 عند دار الطليعة بالاتفاق مع رابطة العقلانيين العرب ورئيسها جورج طرابيشي. في الواقع أنه كان قد نشر سابقاً على هيئة مقالات متقطعة في جريدة «الشرق الأوسط» على مدار سنوات التسعينات من القرن ...المنصرم. ثم جمع لاحقاً بين دفتي كتاب. وبالتالي فتاريخ تأليفه أقدم من تاريخ نشره بكثير. وقد فوجئت بنجاحه المنقطع النظير وقتها. كانت ردود فعل القراء والمثقفين عموماً إيجابية جداً. ويبدو أن حماستي الشخصية انتقلت إلى الآخرين كالكهرباء. كنت آنئذ متحمساً فعلاً أشد التحمس لقضية التنوير ولا أزال. كنت منغمساً فيها كل الانغماس من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي. وكنت أعتبرها قضية العرب الأولى في هذا العصر. لماذا؟ لأن تفجيرات الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين في سوريا إبان الثمانينات، ثم تفجيرات الزرقاوي المرعبة لاحقاً في العراق، وكذلك أحداث العشرية السوداء في الجزائر، ثم اغتيال المثقفين في كل مكان تقريباً، كل ذلك كان يدفعك دفعاً لأن ترتمي في أحضان التنوير وتستنجد بفولتير وكانط وديدرو وجان جاك روسو الخ.. ولا أنسى بالطبع التفجيرات الإجرامية الكبرى التي حصلت في الخارج الأبعد لا في الداخل الأقرب وبالأخص تفجيرات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن التي دشنت القرن الحادي والعشرين. ثم كانت تفجيرات محطة مدريد للقطارات (11 مارس 2004) وأنفاق ميترو لندن (7 يوليو 2005). الخ. الخ. عندئذ عرفت أن مسألة الأصولية الإسلامية انفجرت على مصراعيها وأصبحت المشكلة العالمية رقم واحد شئنا أم أبينا. عندئذ عرفت أنها ستكون مشكلة القرن الحادي والعشرين كله. في الواقع أني كنت مدركاً لذلك منذ زمن طويل: أي منذ خروجي من سوريا عام 1976 بل وحتى قبل ذلك. كانت الأجواء محتقنة منذ بداية السبعينات وكانت زمجرات الإخوان المسلمين ترعب الناس وتهدد بأفدح الأخطار. إقرأ المزيد