تاريخ النشر: 09/07/2025
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:صبيٌّ يرتدي سترة رجالية من دون أكمام لونها قرمزي وذات أزهار ذهبية وأزرار من البلور كان واقفاً في الممر، ويبول في دلو. كانت السترة كبيرة جداً لدرجة أنَّ الحاشية تجعَّدت وامتدت على شكل طيات على الباركيه، وبرزت رقبة الصبي النحيفة من ياقة السترة مثل عصا من برميل. بدا تحت ...المخمل الأحمر جسده الأبيض العاري تماماً - لم يكن لدى الصبي بنطلون، ولا حتى ملابس داخلية.
بعد أن قضى الصبي حاجته، انشغل برفع أطراف ردائه حتى لا تجرّ خلفه أثناء المشي، وتوجه إلى مكانه وهو يجر قدميه متثاقلاً.نبذة الناشر:صبيٌ يرتدي سترة رجالية من دون أكمام لونها قرمزي وذات أزهار ذهبية وأزرار من البلور كان واقفاً في الممر، ويبول في دلو. كانت السترة كبيرة جداً لدرجة أنَّ الحاشية تجعَّدت وامتدت على شكل طيات على الباركيه، وبرزت رقبة الصبي النحيفة من ياقة السترة مثل عصا من برميل. بدا تحت المخمل الأحمر جسده الأبيض العاري تماماً –لم يكن لدى الصبي بنطلون، ولا حتى ملابس داخلية. بعد أن قضى الصبي حاجته، انشغل برفع أطراف ردائه حتى لا تجرّ خلفه أثناء المشي، وتوجه إلى مكانه وهو يجر قدميه متثاقلاً. كانت قدماه الحافيتان اللتان تظهران من أسفل جوانب السترة تشبهان أقدام الفيل– طرفاه السفليان القبيحان المنتفخان اللذان فقدا أي شكل كانا يتقدمان ببطء، وبجهد، وبالكاد يرتفعان عن الأرض.
أوضحت شابيرو، وهي تلهث وقد انقطع نَفَسها من الصعود (بدا لدييف أنها كانت تتأرجح من التعب ومن كثرة القلق والاضطراب خلال الدقائق الأخيرة):
– وجدنا هذه الثروة على شرفة الأوركسترا، إلى جانب الشعر المستعار والبودرة. هذا صحيح، بقيت من الموسيقيين: دزينة من بدلات الحفلات التنكرية، ولم نعثر على زوج واحد من الأحذية. كان من الأفضل لو وجدنا العكس. لكن الخير لا يضيع، فوزَّعناها على الأولاد... أم إنكِ تنظرين إلى قدميه؟ لقد قلتُ لكِ، لدينا هنا مستوصف.
كانت مساحة الطابق الثالث أضيق بكثير وأشد انخفاضاً: في النوافذ الصغيرة يمكن للمرء أن يرى إفريزاً متدلياً من الأعلى، وكان بإمكان دييف أن يلمس السقف بيده إذا رغب. من الواضح، أنَّ أبنية مُلحَقَة كانت هنا ذات يوم. وثمة باب منخفض يؤدي إلى كل منها.
نظرت شابيرو ودييف في عدة ردهات (كان عليهما أنْ ينحنيا عند عتبة الباب حتى لا تضرب هامتاهما العتبة)، حتى وجدا بيلايا في واحدة منها: لم تكن تتمشى في الغرفة، بل وقفت فحسب على مقربة من الباب، وهي تتطلَّع باهتمام إلى الساكنين. وحتى لو أرادت أنْ تتمشى لن يكون بمقدورها السير هنا – كانت الغرف ضيقة للغاية، وقد افترشت أجسادُ الأطفال الأرضيةَ بكثافة. إقرأ المزيد