تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار ابن كثير
نبذة الناشر:تميزت معظم كتب الإمام إبن الجوزي بالدقة في إختيار الموضوعات وترتيبها بالمنهجية العلمية: الأبواب، والفصول... أما كتاب "صيد الخاطر"، فقد ساق مؤلّفه ما بدا له من فكر أو خاطر دون ترتيب أو تبويب أو عقد فصول أو تسمة عنوانات، ووراء ذلك أغراض ودوافع، لقد فرغ المؤلف من معظم كتبه وقيّدها، ...بإختيار الموضوع والمنهجية في العرض، ثم بدا له كنوز من الأفكار سماها "الخواطر" لا تندرح تحت علمٍ خاص ولا موضوع محدد، فكان حريصاً على تقييدها كما بدت له، وقد عبّر عن ذلك بقوله: "لما كانت الخواطر تجول في تصفّح أشياء تفرض عنها فتذهب، كان من أولى الأمور حفظ ما يخُطر لـلكيلاينس". وقد إلتزم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: فبّددا العلم بالكتابة. ولعل وراء عدم الترتيب، رغبة من المؤلف في إقناع قارئه، وإعانته على لإستيعاب الكتاب من دون ملل أو كلل، فهو يأخذ في حديث عن أثر المواعظ... إلى الغرور بالدنيا... إلى موت القلوب... إلى خطاب العامة... إلى علماء الدنيا علماء الآخرة. وهكذا... يسوّق ذلك في سهولة ويُسر وإقناع، مما يهشّ له القلب، وتستريح به النفس، ويطمئن إليه الخاطر.
وإلى ذلك، فلمن يُوجه الكتاب؟ وهنا يمكن القول بأن القّراء لمصنفات الإمام اإن الجوزي المتعّددة والمتنوعة اإها توجهت نحو الإرتقاء بالفكر الإنساني، فقد سعى إبن الجوزي سعياً حثيثاً لإرشاد الناس نحو المثل العلماني العقيدة والعبارة والمعاملة، وهي لا شك تهمّ معظم طبقات المجتمع، الناشئة بالضرورة والمتوسطة، ومن الصّف بصفة العلم. وفي "صيد الخاطر" خاصة تركيز نحو العلماء يصنع بين أيديهم مفاتيح الإستعانة والإخلاص، وقد كثرت العبارات النقدية المصبوغة بالإزدراء على علماء السوء، وقد وصفهم بعلماء القشور، وقارن بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة، وذكر موازين العلماء العاملين، وتوجه نحو المجتمع، وبيّن ما في من سلبيات من خلال كشفه عن التجارب الواقعية في حياتنا... وتوجه الكتاب لأرقى أرباب الفكر في الأحاديث المتعددة التي أبدعها إبن الجوزي، كان حريصاً على توجيه الناس جميعاً نحو مكارمم الأخلاق... ولذلك جاء الكتاب زبدة منتقاة، تجمع للقارئ ما ليس في تلك الكتب من ذوق إبن الجوزي وفكره الناقد. وأخيراً "صيد الخاطر" وراءها رصيد من علوم واسعة متكاملة كالتفسير والحديث والفقه والتاريخ وعلوم اللغة العربية وغيرها... إقرأ المزيد