طريق الهجرتين وباب السعادتين ( شاموا )
(5)    
المرتبة: 37,447
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار ابن حزم، دار عطاءات العلم
نبذة نيل وفرات:"طريق الهجرتين وباب السعادتين" كتاب الإمام ابن قيم الجوزية هو كتاب نفيس نادر في بابه، فقد وضعه الإمام ابن القيم لبيان قواعد السلوك والسير إلى الله تعالى على الطريقة التي شرعها الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وإن المقصود بالهجرتين - كما فسّر المؤلف في مقدمة كتابه، كما ...في كتبه الأخرى؛ هما: هجرة العبد إلى الله سبحانه وتعالى بالتوحيد والإخلاص والإنابة والحب والخوف والرجاء والتوكل والعبودية، ثم هجرته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتابعته والتأسي به في كل شأن من شؤون حياته من عقائده وعباداته ومعاملاته.
وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين لا يقوم الإيمان والإسلام إلا بهما، هذا ولا تخفى أهمية الهجرتين المذكورتين في باب الإحسان وتزكية النفس والسير إلى الله عزّ وجلّ، فإن الصوفية منذ أن جعلوه سرّاً مكتوماً، زاعمين أنه علم خصّ به النبي صلى الله عليه وسلم بعد أصحابه، ثم حكّموا فيه الذوق والوجدان والكشف والإلهام...
فتحوا باباً واسعاً للزيغ والإنحراف والتأويل والتحريف، ثم تعدّوا إلى تقسيم الدين إلى شريعة وطريقة، وعلم الظاهر وعلم الباطن، وقرروا أن الأول حجاب دون الآخر، حتى صار التصوف في بعض صوره ديناً مناهضاً لدين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم لم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية وصاحبه الإمام ابن القيم ليصرفا النظر، في المهمة العظيمة التي قاما بها لإصلاح الأمة وتجديد معالم الدين، عن الردّ على مزاعم الصوفية، والكشف عن إنحرافاتهم، وبيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التزكية والإحسان.
وقد أوتي الشيخان الربانيّان قدرة عجيبة على الخوض في غوامض علوم العارفين ودقائق أحوالهم والكلام عليها؛ وذلك لما فتح الله عليهما من علوم الكتاب والحكمة، ثم وفقهما للظهور على معارج العبودية والإشراف على مقامات الإحسان.
ومن هنا، أصبحت كتابات الشيخين في التصوف والسلوك؛ الجامعة بين خطر الموضوع، وسلفية المنهج في التمسك بالكتاب والسنّة، دون تحيّز لأحد كائناً من كان، وقدرة على الخوض في الدقائق، وقوة البيان، ووضوح التعبير؛ أصبحت منظومةً نادرة في المكتبة الإسلامية الزاخرة.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي افتتحه ابن القيم بباب الفقر والعبودية، إذ هو باب السعادة الأعظم وطريقها الأقوم الذي لا سبيل إلى دخولها إلا منه، ثم تكلم على قواعد نافعة منها قاعدة في الإنابة ودرجاتها، وقاعدة في الإبتلاء، وقاعدة في ذكر طريق قريب موصل إلى الإستعانة في الأحوال والأقوال والأعمال، وقاعدة في أقسام العباد في سفرهم إلى الدار الآخرة.
وختم الكتاب بباب جامع في مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها، هذا وقد تطرق الكلام في أثناء البابين والقواعد إلى مباحث عظيمة ومسائل مشكلة اقتضت أهميتها إشباع القول فيها؛ كمبحث القضاء والقدر الذي استغرق أكثر من مائتي صفحة، ولكن أهمّ أقسام الكتاب وأنفسها - وهو من صميم الموضوع فلا يعدّ اسطراداً - هو القسم الذي تكلم فيه المؤلف على علل مقامات السلوك، وقد اختار لبيان غلط المشايخ في هذا الباب كتاب "محاسن المجالس" لأبي العباس ابن العريف الصنهاجي، وبين ماله وما عليه، فتكلم على ما قاله في منزلة الإرادة مثلاً، من اثني عشر وجهاً، وعلى التوكل من خمسة عشر وجهاً، وعلى الخوف من ثلاثة عشر وجهاً.
وهكذا، ونظراً لأهمية تم الإعتناء به، وصدر في هذه الطبعة، الذي اعتمد فيها المحقق على خمس نسخ خطية، أهمها نسختان: إحداهما نسخة الظاهرية التي هي مسودة الكتاب بخط المصنف، والأخرى نسخة منقولة من نسخة المصنف حسب تصريح ناسخها، ممهداً في هذه الطبعة للكتاب بدراسة اشتملت على الفصول الآتية: 1- توثيق الكتاب، 2- عنوان الكتاب، 3- تاريخ تأليف الكتاب، 4- ثم مقصد الكتاب، 5- ترتيب الكتاب وبعض مباحثه المهمة وفيه إشارة إلى بعض طرائق التأليف اللطيفة عند المصنف، 6- أهمية الكتاب، 7- موارد الكتاب، 8- طبع الكتاب وتحقيقه واختصاره وترجمته، 9- مخطوطات الكتاب، 10- منهج التحقيق، مع نماذج مصورة من النسخ المعتمدة. إقرأ المزيد