الفوائد السنية في المسائل الدينية ؛ وهي رسالة في معرفة أحكام الصلاة على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان
(0)    
المرتبة: 114,990
تاريخ النشر: 31/03/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:لقد شرّف الله العباد بطاعته، وأكرمهم بعبادته، ففرض عليهم فرائض وعبادات هي سبب سعادتهم، وسبيل فلاحهم، وطريق نجاحهم في الدنيا والآخرة.
ومن أعظم هذه الفرائض: خمس صلوات في اليوم والليلة هي عنوان إسلامهم، ودلالة إيمانهم، وعمود دينهم، وحلقة وصل بين العبد وربه؛ كيف لا وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ...وأولى فرائضه، فهي سكن المؤمن وشرفه، وهي عماد الدين، وسلوة الطائفين، وراحة المؤمنين.
ولعظم شأن الصلاة تعبّد الله المسلم بأدائها، وجعلها كفارات لما بينهن، فمن حافظ عليها أمن، وكان لغيرهما من العبادات أحفظ، ومن ضيّعها خاب وخسر، وكان لما سواها أضيع، وهي أول عبادة يسأل عنها الإنسان يوم القيامة، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدفها هدم الدين.
من هنا، تأتي أهمية هذه الرسالة التي ألفها نوح الرومي بطلب من (سيدي سليم) - كما ذكر في مقدمته لهذه الرسالة، حيث ذكر فيها مسائل الصلاة، وبين فيها ما لا يستغني عنه فردٌ من الأفراد، فكانت رسالة جامعة لفرائد المسائل، محتوية على فوائد الرسائل، معرضاً فيها عن الأطناب والتطويل، مقتصراً على ما أراده من التفصيل، وجعلها في عشرة أبواب، بادئاً الحديث عن معنى الصلاة، ثم شروطها، ثم خصص فصلاً للطهارة، وقسمه إلى ستة مباحث وجاءت على التوالي: ١- في النجاسة، ٢- في الوضوء، ٣- في الغسل، ٤- في المياه، ٥- في التيمم، ٦- في المسح على الخفين، ثم لينتقل إلى الحديث عن أركان الصلاة، وقسمها إلى أربعة فصول: ١- في القيام، ٢- في القراءة، ٣- في الركوع، ٤- في السجود، ليعرّج من ثم على فرائض الصلاة، وقسمها إلى أربعة فصول: ١- في العقدة الأخيرة، ٢- في الخروج من الصلاة بصنع المصلي، ٣- في مراعاة الترتيب، ٤- في تعديل الأركان، ثم ليفرد باباً لواجبات الصلاة، وباباً لسننها وآدابها، وباباً لصفات الصلاة، وباباً فيما يكره في الصلاة وما يكره، وباباً فيما يفسد الصلاة وما لا يفسدها، وليخصص الباب العاشر لفصول مهمة.
وهذه ترجمة للمؤلف: "هو نوح بن مصطفى القونّويّ، الروميّ، الآماسيّ، حافظ الروم، الفقيه، المفتي، الحنفي، الصوفي، ولد وتعلم ونشأ في بلدة أماسية، حتى أصبح من كبار فقهاء عصره، وأفتى بمدينة قونية، ثم رحل إلى مصر، ولم يزل مقيماً بمصر في خدمة الدين، مصون العرض والنفس، متمتعاً بما منّ الله عليه من فضله إلى وفاته.
كان من الشيوخ المجاهدين بالسيف والحكم، وهو الذي أصدر فتوى في عهد مرادٍ الرابع بوجوب مكافحة الصفويين بعد اجتياحهم واحتلالهم بغداد، واستباحتهم لدماء أهلها.
أخذ العلامة الفقيه نوح عن العلّامة عبد الكريم السوي، تلميذ شيخ الإسلام عليّ بن غانم المقدسي، وقرأ علوم الحديث، روايةٌ ودرايةٌ على محدث مصر محمد حجازي الواعظ، وأخذ علوم المعارف من العارف بالله حسن بن علي بن أحمد بن براهيم الخلوتي.
وقد أثنى عليه العلماء فقال العلامة مصطفى الحموي: "حافظ الروم، وسابق حلية العلوم، سار ذكر علمه مسير الشمس في البلدان، وأقرّ بفضله أهل الفضل والعرفان، سعى في تحصيل العلوم حتى بلغ غايتها، ورقي مراتب المجد بأسرها حتى وصل إلى نهايتها.
أما قلمه في التفسير، فقد ألبس سعدي ثوب الخجل، وباتت قلوب سطور تحويرات غيره على وَجَل، خفية أن يرنوا إليها بطرف تدقيقه الساحر، فتغدو لخجلتها منه بصفقة خاسر.
وأما نظره في الفقه والأصول، فهو مُنزّه عن الخطأ والذهول، وأما رأيه في علم الكلام، فهو كما نطق به الكتاب وأجمعت على صحته آراءه ذوو الألباب، وأما حاله من حسن الأخلاق والشيم، فذلك مما يكلّ عن وصف ألسنة الأقلام... وبالجملة فإنه أتى العلوم من أبوابها، وتوصّل إلى رتب المعالي بأسبابها [...].
صنف مصنفات كثيرة في شتى العلوم، وقد أثنى عليها العلامة مصطفى الحموي فقال: "ألف مؤلفات كثيرة هي الغاية القصوى والمنهل الذي رُوّاده الأفهام من مصادر عذبة تروى، أبدع في صياغة ألفاظها، ونقّمها غاية التنقيح، تصفر لديها كل توضيح وتلويح"، كانت وفاته بمصر سنة ١٠٧٠هـ.
هذا وقد جاءت عملية التحقيق على النحو التالي: نسخ المخطوط بالإعتماد على نسخة دار الكتب المصرية ومعارضه المنسوخ بالمخطوط للتأكد في علامة النص، وإدخال علامات الترقيم المعتادة على النص ثم عزو الآيات إلى مواضعها، وضبط الأحاديث النبوية والأشعار بالشكل، وضبط ما أشكل من نص الكتاب بما يزيل أشكاله، ثم تخريج الأحاديث والآثار النبوية من مصادرها، وذكر اسم الراوي تخريج النصوص والنقول الفقهية من المصادر التي أحال عليها المؤلف، التعليق الضروري على النص وكتابة مقدمة للكتاب تتضمن ترجمة مفصلة للمؤلف ودراسة للكتاب. إقرأ المزيد