ذكر الصحابة - رسالة في معرفة أصحاب الصفة رضي الله عنهم أجمعين
(0)    
المرتبة: 202,819
تاريخ النشر: 23/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:هذه رسالة لطيفة من رسائل العلامة نوح الرومي، وذكر فيها أسماء أربعة وتسعين صحابياً من أهل الصفة رضي الله عنه، وأهل الصفة هم من فقراء المسلمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لهم منازل يسكنونها، وعندما تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، ...وذلك بعد ستة عشر شهراً من هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث بقي حائط القبلة الأولى في مؤخر المسجد النبوي، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم به، فطلل أو سُقف، وأطلق عليه اسم الصفة أو الطّلة، ولم يكن لها ما يسند جوانبها، فكانوا يأدون إلى هذا المكان المطل في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وعرفوا بأضياف الإسلام.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهد أهل الصفة بنفسه، فيزورهم، ويتفقد أحوالهم، ويعود مرضاهم، كما كان يكثر من مجالستهم، ويرشدهم ويواسيهم، ويذكرهم، وكان إذا أتته صدفه بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها.
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالتصدق على أهل الصفة، فجعلوا يصلونهم بما استطاعوا من خيره فكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع أهل الصفة بين أصحابه بعد صلاة العشاء ليعشوا عندهم.
وقد بقي مكان الصفة في المسجد الشريف ماثلاً إلى أن جاءت توسعة الوليد ابن عبد الملك فتغير مكانها إلى ما يعرف اليوم بدّكة الأغوات بلغت التوسعة ذلك المكان.
وأما جملةُ من أوى إلى الصفة مع تفرقهم، فقيل: كان نحواً من أربع مئة من الصحابة، وقيل: كانوا أكثر من ذلك.
هذا وقد اشتهر بعض أهل الصفة بالعلم؛ كحذيفة بن اليمان وأبي هريرة، وكان أهل الصفة يشاركون في الجهاد؛ بل كان منهم الشهداء ببدر، مثل: صفوان بن بيضاء، وخريم بن فاتك الأسدي، ومنهم من استشهد بأُحد؛ مثل حنظلة غسيل الملائكة، ومنهم من استشهد بتبوك؛ مثل عبد الله ذي البجادين، ومنهم من استشهد باليمامة؛ مثل: سالم مولى أبي حذيفة، فكانوا رضي الله عنهم فرساناً بالنهار، رهباناً بالليل.
في هذا السياق، يأتي هذه الرسالة لمؤلفها العلامة الفقيه حافظ الروم نوح بن مصطفى الرومي القونّوي الآماسي الحنفي، والتي عثر المحقق على نسخة واحدة منها، وهي محفوظة في دار الكتب المصرية، مشيراً بأنها نسخة تامة ضمن مجموع من رسائل متفرقة.
هذا وقد جاء في مقدمة الرسالة، للمؤلف: "قال ابن عباس: أصحاب الصفة، ومن كان منهم بتلك الصفَة هجروا الأهل والأصحاب، والأخلاء والأحباب، وتلذّذوا بالزبد الثواب، وخاطبوا في مناجاتهم بأحسن الخطاب، آدابهم مطلوبة، وأنفاسهم محسوبة [...].
مضيفاً بقوله: "أخبر أنهم أصحاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم الذي تولاهم بنفسه الشريفة في الصباح والمساء، قدّمهم على عياله ونسائه وأولاده، ولما طلبت فاطمة لها خادماً يعينها، فقال لها: "ما أدَعُ أصحاب الصُفَّة وأنا ضمينها" [...] مضيفاً: وبهذا أخذت المشايخ المريدين، وصحبوهم أهل اليقين، ومشوا على قدم أهل الحق من المحبين، وكان ما كان من الأربعين، وأصحاب بيعة الرضوان، ومن بايعهم النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان، الوكيل المتصرف بالبيان بقوله: "هايد عثمان" وبايعهم على ما يريد، وبين لهم حال المراد والمريد [...].
وهكذا جاءت الرسالة التي ترجم من خلالها المؤلف للصاحبة المذكورين الذين جاء ذكرهم آنفاً.
أما عملية التحقيق فقد شملت ما يلي: تم نسج العمل في هذا الكتاب بالإعتماد على نسخة خطية وحيدة، كما أشرنا آنفاً، حيث قام المحقق بما يلي: ١- نسخ المخطوط، ثم معارضة المنسوخ بالمخطوط للتأكيد من سلامة النص، ٢- الترجمة للصحابة المذكورين بالإعتماد على كتاب "الإستيعاب في معرفة الأصحاب"؛ تجنباً للإطالة، ٣- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها في القرآن الكريم، ٤- ضبط الأحاديث النبوية الشريفة والأشعار وأسماء الصحابة بالشكل، وضبط ما أشكل من نص الكتاب بما يزيل أشكاله، ٥- تخريج الأحاديث والآثار النبوية الشريفة من مصادر التخريج، ٦- تخريج النصوص والنقول الفقهية من المصادر التي أحال عليها المؤلف، إن وجدت، ٧- التعليق الضروري على النص عند الحاجة وعدم الإطالة. إقرأ المزيد