تاريخ النشر: 23/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:شرع الله تعالى للمسلم زيارة بيته، والحج إليه، وجعلها من أعظم القربات إليه سبحانه وتعالى، وهي الركن الخامس من أركان الإسلام، فقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾... [سورة آل عمران: الآية ٩٧]، وقال جلّ شأنه: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾... [سورة البقرة: الآية ...١٩٦].
وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الحج للبيت المتين، ورغّب فيه، فقال عليه السلام: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحجّ فحجّوا"، فحجّ بيت الله الحرام من أفضل العبادات وأقرب القربات وأجلّ الطاعات، فهو يمحو الذنوب، ويكفّر السيئات، ويسدّ الحاجات، ويرفع المراتب والدرجات.
وقد كان الصالحون وما زالوا تهفوا أرواحهم، وتطير قلوبهم، وتشتاق نفوسهم، وتدمع عيونهم لهفةً وشوقاً لزيارة البيت العتيق، والطواف حوله، وكان من دأبهم أن يتابعوا بين الحج والعمرة؛ امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهب والفضَّةِ، وليس للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دون الجنة".
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي اشتمل على رسالتين تتحدثان عن هذا الركن العظيم: الأولى في مناسك الحج والعمرة، والثانية في بيان ما اشتهر بين الناس بالحج الأكبر، وهما من تأليف العلامة نوح الرومي.
وقد وصف المؤلف الرسالة الأولى بقوله: "رسالة علّقتها في ما يحتاج إليه القاصدون لزيارة بيت الله الحرام، والراغبون في تحصيل مرضاة رب الأنام، أعرضت فيها عن التطويل والأطناب، واقتصرت على ما لا بدّ منه في هذا الباب".
ووصف الرسالة الثانية بقوله: "قد سألني من لا تسعني مخالفته، ولا يمكنني مدافعته: عما اشتهر بين الناس من وصف الحج بالأكبر إذا وافقت الوقفة بعرفة يوم الجمعة، ومن أنه يكون أفضل من سبعين حجة في غير يوم الجمعة؛ هل لهذا أصل في الشرع أم لا؟!.
هذا وقد تضمن هذا الكتاب بالإضافة إلى الرسالتين على ما يلي: مقدمة التحقيق ترجمة المؤلف، بيان منهج التحقيق، وصف النسخ المخطوطة لرسالة أشرف المسالك، صور المخطوطات، النسخ المخطوطة لرسالة القول الأظهر، صور المخطوطات.
أما الرسالة الأولى فقد اشتملت على ما يلي: كيفية الإحرام، محرمات الإحرام، دخول الحرم، الطواف، السعي بين الصفا والمروة، أمثال الحج، يوم التروية، المبيت بمزدلفة، وهي الجمرات، الذبح والحلق، محرمات الإحرام وكفارتها، هذا بالنسبة للرسالة الأولى: "أشرف المسالك في المناسبات".
أما الرسالة الثانية "القول الأظهر في بيان الحج الأكبر" فقد تضمنت ما يلي: مقدمة المؤلف، فائدتان وتنبيهان، الأقوال في يوم الحج الأكبر.
أما منهج التحقيق فقد جاء على النحو التالي: ١- نسخ المخطوط بالإعتماد على نسخة دار الكتب المصرية والرموز لها بـ "د"، ٢- معارضة المنسوخ بالمخطوط؛ للتأكد من سلامة النص، ومن ثم مقابلة النص على نسختين ولي الدين أفندي، والرموز لها بـ "أ" و "و"، وإثبات الفروق المهمة التي وقعت بين النسخة الأصل وهاتين النسختين، ٣- ضبط الأحاديث النبوية الشريفة من الأشعار بالشكل، وضبط ما أشكل من نص الكتاب مما يزيل أشكاله، ٤- إدخال علامات الترقيم المعتادة على النص، ٥- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من الكتاب العزيز، وإدراجها برسم المصحف الشريف، ٦- تخريج الأحاديث والآثار النبوية الشريفة، من مصادر التخريج، وذكر اسم الراوي، إن لم يذكره المؤلف، ٧- تخريج النصوص والنقول من المصادر التي أحال عليها المؤلف، إن وجدت.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن هاتين الرسالتين يأتي ترتيبهما "١٤١٣" في هذه السلسلة التي اشتملت على مجموعة رسائل العلامة نوح الرومي الحنفي. إقرأ المزيد