الفوائد المهمة في بيان اشتراط التبري في إسلام أهل الذمة
تاريخ النشر: 23/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:جاء في مقدمة الكتاب: "إن جماعة تنازعوا في نصراني قال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله)، هل يُحكم بإسلامه، أم لا بدّ من التبرّى؟.
فسألوا العلماء على هذه المسألة، فأجاب بعضهم: بأنه لا يُحكم بإسلامه ما لم يتبرأ عن كل دين يخالف دين الإسلام، وأجاب ...بعضهم يُحكم بإسلامه ما لم يتبرأ عن كل دين يخالف دين الإسلام، ولا يحتاج إلى التبري، وأجاب بعضهم بأن المسألة فيها قولان، فلما وقع الإختلاف في ذلك الجواب بين المجيبين، حصل منه تعجّب - أي من المؤلف العلامة نوح وقد كان حاضراً - واضطراب للسائلين، لم ينكشف لهم لثام المراد عن وجه الجواب، ولم يدروا المهتدي منهم إلى الصواب، فقالوا: سبحان الله! إن هذا الشيء عجاب، فرفعوا إليّ أسئلتهم، وعرضوا عليَّ أجوبتهم - أي إلى العلامة نوح - ليضيف بقوله: "فقلت لهم على طريق الإجمال، إن القائل بالتبري مصيب على كلّ حال، لأنه المطابق للقول المشهور، والموافق لما ذهب إليه الجمهور، ويجب على المفتي أن لا يفتي إلا بالراجح المشهور، ولا يجوز له أن يعدل عنه إلى الرجوح المهجو، لأن الرجوح في مقابلة الراجح بمنزلة المعدوم، كما هو عند العارف بأدب المفتي مقرّرٌ معلوم [...] ويبين قائلاً: وأما من قال: إن المسألة فيها قولان، ولم أحدهما على الآخر في البيان، فلا يقال في حقه: أنه خرج عن طريق الإفتاء؛ لأن المفتي إذا لم يجد في المسألة التصريح بالتصحيح، فعليه أن يقف ويراجع من هو أعلم عنه بالترجيح؛ هذا هو الدين، فكن منه أيها المفتي على يقين.
هذا ولا سمع قوله العلامة نوح هذا من أفتى بعدم الإجتياح إلى التبري من المفتين، أصرّ على جهله، وأسند فيما قاله إلى فتوى سراج الدين، واعتمد على ما قاله ابن نُجيم في "البحر الرائق"، وكما يذكر العلامة نوح أنه لم يدر أنه واهٍ حداً لا ينبغي أن يعتمد عليه الحاذق... فما كان منه إلا أن كتب هذه الرسالة الشافية في هذا الشأن، لئلا يقع في هذه المقالة غيره من مقلدي النعمان، مورداً فيها ما يتعلق بالمسألة من المنقول.
والرسالة هذه هي رسالته السادسة عشرة من رسائله، وهي رسالة لطيفة في حكم قبول إسلام النصراني أو اليهودي إذا أراد الدخول في الإسلام، وكما مدّ سابقاً - هل عليه أن يتبرأ من دينه السابق الذي كان عليه بعد نطق الشهادتين أم لا؟
وقد جاءت الرسالة في أربعة فصول ومواضيعها على التوالي: ١- في المنقول المتعلقة بهذه المسألة، ٢- في طبقات الفقهاء، ٣- في أصناف الكفرة، ٤- في إسلام الكافر بالفعل، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، فقد تم الإعتناء بهذه الرسالة، وجاء منهج التحقيق على النحو التالي: ١- نسخ المخطوط بالإعتماد نسخة دار الكتب المصري، والرموز لها بـ "د"، ٢- معارضة المنسوخ بالمخطوط للتأكد من سلامة النص، ومن ثم مقابلة النص على النسخ الأخرى وإثبات الفروق المهمة التي وقعت بين الشيخ، ٣- ضبط الأحاديث النبوية الشريفة والأشعار بالشكل، وضبط ما أشكل من نصّ الكتاب بما يزيل أشكاله.
٤- إدخال علامات الترقيم المناسبة على النص، ووضع الكتب والمصنفات بين قوسي تنصيص لتمييزها، ٥- عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من الكتاب العزيز، وإدراجها برسم المصحف الشريف، ٦- تخريج الأحاديث والآثار النبوية الشريفة من مصادر التخريج، وذكر اسم الراوي إن لم يذكره المؤلف، ٧- تخريج النصوص والمنقول الفقهية من المصادر التي أحال عليها المؤلف إن وجدت. إقرأ المزيد