تاريخ النشر: 23/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:خصّ الله تعالى المسلمين بأيام عظيمة، وأوقات مباركة، ضاعف فيها لهم الأجور على سائر الأيام، وها هذه الأيام بمزايا عديدة، ومآثر فريدة، فكان للعبادة فيها مزيد فضل، ومثوبة على غيرها من الأيام.
ومن أعظم هذه الأيام يوم الجمعة، فهو يومٌ خصّ الله به أمة الإسلام، وخصّه بكثير من الفضائل، من ...أبرزها صلاة الجمعة، وقد أمر الله عزّ وجل المؤمنين عند سماع النداء في يوم الجمعة بترك بيوعهم، والسعي إلى ذكره تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾... [سورة الجمعة: الآية ٩].
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل هذا اليوم المبارك ووصفه بأنه خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس، وقال: "خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
من هنا، تأتي هاتان الرسالتان من رسائل العلامة نوح الرومي اللتان تتعلقان بهذا اليوم العظيم، الأولى: "اللحمة في آخر ظهر الجمعة"، وهي رسالة في صلاة الجمعة، وفي صلاة أربع ركع بعدها، وختمها بفوائد وفرائد متعلقة بهذا اليوم.
وقد ألف العلامة نوح هذه الرسالة للإجابة عن سؤال في وجوب أربع ركعات بعد صلاة الجمعة فقال في مقدمة هذه الرسالة: أني سئلت عن سبب إيجاب أربع ركعات بعد فرض الجمعة مرَّة بعد مرَّة، وأجبت بعون الله تعالى وتوفيقه كرّة بعد كرّة [...].
والرسالة الثانية: "فتح الجليل على عبده الجليل في ما ورد في الإستخلاف في الجمعة من الأقاويل"، حيث وقع اشتباه بين الناس في الخطيب المقرّر من جهة الحاكم، هل له أن يستخلف لإقامة الجمعة بلا إذن من السلطان أو نائبه، أو ليس له ذلك إلا بإذن من واحد منهما؟ فنقل في هذه الرسالة نقول العلماء في ذلك على وجه الإجمال، وبيّن ما هو المختار فيهما.
وإلى هذا، فقد تم الإعتناء بهاتين الرسالتين في هذه الطبعة، وقد جاء عمل المحقق كما يلي: ١- نسخ المخطوط بالإعتماد على نسخة دار الكتب المصرية التي تمّ الإعتماد عليها أصلاً والرمز لها بـ "د"، ٢- معارضة المنسوخ بالمخطوط للتأكد من سلامة النص، ومن ثم مقابلة النص على نسختين ولي الدين أفندي - والرموز لها بــ "أ"، و(و) - وإثبات الفروق المهمة التي وقعت بين النسخة الأصل وهاتين النسختين، ٣- ضبط الأحاديث النبوية والأشعار بالشكل، وضبط ما أشكل من نصّ الكتاب بما يزيل أشكاله، ٤- إدخال علامات الترقيم المعتادة على النص، ووضع الكتب والمصنفات بين قوسي تنصيص لتمييزها.
٥- عزو الآيات القرآنية إلى مواضيعها من في القرآن الكريم، وإدراجها برسم المصحف الشريف، ٦- تخريج الأحاديث والآثار النبوية الشريفة من مصادرها في السنّة النبوية، وذكر اسم الراوي، إن لم يذكره المؤلف، ٧- تخريج النصوص والنقول الفقهية من المصادر التي أحال عليها المؤلف، إن وجدت.
ويقتضي التنويه بأن هاتين الرسالتين تندرجان في سلسلة مجموعة رسائل العلامة نوح الرومي الحنفي تحت الرقمين (١١ - ١٢). إقرأ المزيد