الغايات ؛ دولة الوحدة الاشتراكية الديمقراطية
(0)    
المرتبة: 54,429
تاريخ النشر: 01/01/1979
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تدخل أية نظرية لتطوير الواقع الإجتماعي، أسهل إختبار لصحتها وفائدتها عندما تتصدى لبيان منطلقات التطور، ويبقى ع ليها أن تجتاز بعد هذا اختبارين أكثر صعوبة وأكثر أهمية، أولاهما تعيين الغايات التي يجب أن يتجه الجهد الإنساني إلى تحقيقها في الواقع الإجتماعي حتى يتطور، والثاني، أصعبها جميعاً وأكثرها أهمية، أن ...تحدد الأسلوب الذي يستطيع الناس أن يصلوا به من المنطلقات إلى الغايات.
كل هذا طبقاً لمنهج (منطق) واحد، هذا الإنتقال المتدرج من السهل المهم الصعب، الأهم إلى الأصعب الأكثر أهمية هو الطريق الذي على النظرية، أية نظرية، أن تشقه من التجريد الفكري إلى أن تلتقي بالواقع العيني لتثبت في الممارسة - أخيراً قيمتها على محك ما ينفع الناس قيمتها وفائدتها كضابط فكري للجهد الإنساني (العمل) الذي يطور الواقع الإجتماعي فعلاً.. إن هذا جدير بإنتباه خاص.
فالنظريات مقولات فكرية ذات قيمة وفائدة ثقافية، غير أن هذه القيمة والفائدة الثقافية لا تعني بالضرورة صلاحية كل المقولات الفكرية لتكون ضوابط للعمل الذي يطوّر الواقع الإجتماعي، إنما تتوقف هذه الصلاحية على أداء وظيفة إجتماعية تتجاوز مجرد المعرفة هي أن تكون صالحة للإلتقاء عليها بين متعددين وللإلتزام بها في الممارسة ثم - وهذا مهم - للإحتكام إليها عند الإختلاف في الممارسة بين الذين التقوا عليها وإلتزموا بها.
وليس كل مقولة فكرية، ولو كانت صحيحة، قادرة على أن تؤدي هذه الوظيفة، وبيان هذا أنه بعد أن تحدد النظرية، أية النظرية، منطلقات الجهد الإنساني وغاياته وأسلوبه ثم يلتزم الناس ضابطاً للممارسة وحكماً فيما بينهم؛ يبدأ "العمل" الذي هو الأداة الأخيرة لتطوير الواقع.
وفي ساحات العمل وعلى مدى زمانه تتحول النظرية إلى مجموعة بالغة التعدد والتنوع من المنجزات الجزئية والمرحلية التي توزعها قسمة العدد على عديد من الأفراد يعمل كل منهم في موقعه حسب قدرته، ويكون نجاح كل أولئك الذين يسهمون في تحقيق الغايات المعينة في النظرية التي التزموها متوقعاً على ألا تنحرف بهم الممارسة الجزئية والمرحلية في مواقع متفرقة عن تلك الغايات، كما يكون تكامل الجهود التي يبذلها متعددون في مواقع متفرقة متوقفاً على ثقة كل عامل في موقعه بأنه ليس وحده على الطرق إلى تلك الغايات ذاتها.
وأخيراً يكون بقاء كل تلك الجهود المتنوعة المتفرقة المتكاملة على الطريق إلى أن تحقق غاياتها متوقفاً على المقدرة على الإحتكام إلى النظرية عند الإختلاف في الممارسة.
بإختصار؛ إن نجاح كل الملتزمين نظرية واحدة في ساحة الممارسة وعلى مدى زمانها في أن يحققوا غاياتهم؛ يكون متوقفاً على وحدتهم الفكرية، وهذي هي على وجه التحديد وظيفة النظرية في خدمة قوى تطوير الواقع الإجتماعي في أي مجتمع، وعندما تفشل أي مقولة مكرية في أداء هذه الوظيفة تفقد قيمتها وفائدتها كضابط للعمل الذي يطور الواقع الإجتماعي حتى لو بقيت لها قيمة أو فائدة ثقافية...
وهكذا يبين الكاتب الآلية التي يجب إتباعها بهدف الوصول إلى ترجمة النظرية المتبناة على أرض الواقع بعد تعيين الغايات والأهداف المرتجاة منها، وبعبارة أخرى يبين الكاتب بأن على النظرية أن تعيّن للجهد الإنساني غايات على قدر من الوضوح والواقعية تصلح بأن تكون محلاً للإلتقاء عليها بين متعددين والإلتزام بها في الممارسة والإحتكام إليها عند الإختلاف، مبيناً بأنه ليس من الممكن هذا إلا إذا تم إجتناب عدة أسباب تؤدي إلى فشل المقولات الفكرية في أداء وظيفة النظرية حتى لو كانت مقولات فكرية صحيحة.
يبين هذه الأسباب، منطلقاً من النظرية إلى واقع التطبيق العملي لدولة الوحدة الإشتراكية الديموقراطية بعد أن جال في واقع الأمة العربية في زمن تأليفه كتابه هذا: أي واقع الأمة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين محدداً المشكلات التي تحول دون تطورها الإجتماعي كما ومشكلات التنمية والأسباب المؤيدة إلى تخلفها، وللخروج من ذلك كله يحدد الكاتب الطريق إلى ذلك من خلال عوامل ثلاث: الحرية والوحدة والإشتراكية أي أن مجتمع العرب تحت مسمى دولة الوحدة الديموقراطية الإشتراكية.
والغايات من وراء ذلك: إسترداد فلسطين، التحرر من الإستعمار، الوحدة، الديموقراطية، الإشتراكية، وهو يقول: "إنها دولة الوحدة الديموقراطية الإشتراكية، التحديد إسترداد لأرضها، والوحدة شكلها السياسي، والديموقراطية أسلوب شعبها في التطور... لا أكثر". إقرأ المزيد