الأسلوب (الثورة... وأداة الثورة)
تاريخ النشر: 01/01/1979
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:حول مشكلة أسلوب الثورة وأدائها يقول المؤلف: قد لا يختلف إثنان من التقدميين في الوطن العربي على الغاية التي انتهينا إليها: دولة الوحدة الديمقراطية الإشتراكية، ولكنهما يختلفان، ويختلف كثير غيرهم، في الإجابة على السؤال: كيف تتحقق .. مضيفاً بأن تلك هي "الثغرة القاتلة" التي تفتك بأمل الشعب العربي في ...إقامة دولة الوحدة الديمقراطية الإشتراكية، وتبقيها شعاراً من كلمات مرصوصة تتعثر خطوات الذين يريدون أن يحققوه في الواقع العربي لأنهم لا يتفقون على "كيف" تتحقق. وهي ثغرة قاتلة على المستوى الفكري وعلى مستوى الممارسة كليها، مبيّناً أنه وعلى المستوى الفكري، ففي الوطن العربي "أساتذة" في فلسفة الحرية وأساتذة في النظريات القومية ... استطاع كل منهم الوصول إلى قلب الجماهير من خلال شعار "دولة الوحدة العربية الإشتراكية" كفاية وليس كهدف، كما استطاعوا ملىء المكتبات العربية بمؤلفات وصلت إلى حد التخمة في مواضيع تتعلق بالإشتراكية والقومية، وبدولة الوحدة الديمقراطية الإشتراكية، مستغلين كل الحجج لإقناع الجماهير، وعليه بيّن المؤلف أنه ليس في الفكر القومي دراسات كافية أو وافية تجيب على السؤال" كيف تقوم الوحدة الديمقراطية الإشتراكية في الوطن العربي، معيداً تلك الثغرة في الفكر القومي إلى غياب "المنهج" وصولاً إلى تحقيق ذلك، حيث عجز هذا الفكر (القومي) عن تحديد منهج، فشكل غيابه في هذا الفكر عجزاً عن توحيد القوي العريضة التي تتبناه وترفع شعاراً، وتتحرك على هديه، فترى القوميين التقدميين في الوطن العربي فرقاً موحدة الغايات موحدة الشعارات ممزقة الصفوف. مضيفاً بأن عينية المنهج هي التي حالت دون أن يستكمل الفكر القومي التقدمي بناءه بنظرية في الأسلوب، لأنه وعند عدم معرفة كيفية الوصول إلى الغابات فكرياً فهذا يعني عدم معرفة كيفية تحقيقها في الواقع، إذ أن المنهج هو منطق فهم الواقع والتعامل معه. أما على مستوى الممارسة يذكر أن مشكلة الأسلوب تكاد تشوّه الغايات العظيمة التي يناضل من أجلها الشعب العربي الذي يقدم وتحت شعار الحرية أو الوحدة والإشتراكية تضحيات هائلة من وقته وجهده وماله وحياة أبنائه، فيثبت بهذا استعداده للبذل في سبيل غاياته ومقدرته الفذة على احتمال متاعب الطريق إليها، ومع هذا، أو بالرغم من هذا لا يتقدم إلى تلك الغايات بالقدر المتكافىء مع تضحياته ومثال على ذلك ما قدمه الشعب العربي من تضحيات حيّة في معارك الصهيونية، الغايات واضحة، والتضحيات بطولية. ومرجع الفشل إذن السلوب وعليه يبين المؤلف بأن غيبة نظرته في الأسلوب على المستوى الفكري وفشل الأسلوب التجريبي على مستوى الممارسة هو الذي حمله على هذه المراجعة كتلك المنطلقات والغايات، للعودة إلى البدء من جديد بحثاً عن المنهج، وكأن ما ذكره إنما جاء بمثابة بحث عن حل لمشكلة الأسلوب، مبتدأً بذلك المنهج بسيط الكلمات (جدل الإنسان) ليرافقه على مدى تلف المراجعة، في كل سطر، وفي كل فترة، فحدد به منطلقاته وحدد غاياته، وليكون بمثابة مفتاح للإجابة على كل الأسئلة التي خطرت له خلال حديثه المستفيض حول نظرية الثورة العربية الموجودة من خلال أسلوب يجتهد في استنباطه وصولاً إلى الأهداف والغايات المنشودة. إقرأ المزيد