تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:هذا هو المجلد الثاني من مشروع (المنهج في فهم الإسلام) ويتضمن التعرّف على مجمل تراثنا الإسلامي من الناحية المنهجية وفقاً لعلم الطريق الذي خصصنا له الجزء الأول من المشروع، إذ ينقسم هذا التراث إلى نظامين مختلفين، هما النظام الوجود المتمثل في الفلسفة والعرفان، والنظام المعياري المتمثل في علوم المتشرعة ...من الفقه والكلام وغيرهما.
ولدى كل منهما دائرتان معرفيتان، فالأول يتضمن الفلسفة والعرفان، فيما يتضمن الثاني العقل (المعياري) والبيان، ويتأسس الأول بدائرتيه الفلسفية والعرفانية على أصل مشترك واحد هو ما تنبني عليه مفاصل المنظومة الوجودية، مما له أثر بارز في الفهم الديني، فيما يتأسس الثاني على عدد من الأصول المولدة، فهي تتغاير لدى الدائرتين العقلية والبيانية، كما تتعد وتتعارض لدى الدائرة الأولى ذاتها، لكنها جميعها مشتركة بروح واحدة هي الروح المعيارية المستوحاة من نظرية التكليف.
ويحمل النظام الوجودي روحاً حتمية، فيما يحمل النظام المعياري روحاً قيمية، وهما من هذه الناحية متضادان إلى درجة أن كل عملية توفيق بينهما تفضي إلى التضحية بأحدهما لحساب الآخر.
هذا على الرغم من وجود مفارقة عظمى يشهد عليها حمل التراث لمظاهر الخلط والإزدواج بين هذين النظامين، سواء على صعيد العلوم، أو على صعيد المذاهب وحملة العلم والأفكار، فهناك تأثيرات متبادلة بينهما أفضت أحياناً إلى نوع من المفارقة، كما وأن هناك علماء يجسّدون حالة الإنضمام إلى كليهما من دون إحساس بمثل هذه المفارقة، فبعض الفلاسفة والعرفاء هم في الوقت ذاته فقهاء ومتكلمون، وكذا العكس الصحيح، ويصدق الحال نفسه على الصعيد المذهبي، إذ ينقسم المذهب على ذاته - سنة وشيعية - إلى هذين النظامين ودوائرهما المنهجية الأربع من دون إختلاف. إقرأ المزيد