تاريخ النشر: 04/01/2007
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:سلم علماء الإسلام منذ زمن بعيد، عدا القليل منهم، أن الحقيقة الدينية مكونة من القرآن والحديث، أو ما يعرف بالسنة النبوية، ويضيف البعض الحديث الصادر عن أهل البيت كما لدى الإمامية. كما سلموا أن أغلب مكونات هذه الحقيقة مأخوذة من الحديث لا القرآن، وأن أكثرهم اعتبر قضايا الحديث هي ...قضايا ظنية لا قطعية، لكنهم تعاملوا معها معاملة الحقائق المقطوع بها، وعلى ذلك تأسست قضاياهم الفقهية. فقد اعتبر بعضهم أن ما يقارب خمسة وتسعين في المائة من الأحكام الفقهية هي أحكام ظنية، وأن القطعية منها قد لا تتجاوز الخمسة في المائة. مع ذلك ففي كلا الحالين تظل هذه الأحكام بأكملها مع غيرها من القضايا الأخرى معدة جزءاً من الحقيقة الدينية.
هذا ما سلم به علماء الإسلام اعتماداً على حجية الحديث. لكن ماذا لو ثبت أن الحديث ليس بحجة، وأنه لا يشكل جزءاً من الحقيقة الدينية التي يراد مراعاتها، وأن الذي وصلنا منه لا يعتبر عنا كان عليه في نشأته الأولى، وأن العلماء قد تعاملوا معه على الضد من معاملة الأوائل من كبار الصحابة؟
فهل ما سلم به علماء الإسلام اعتماداً على حجية الحديث، لكن ماذا لو ثبت أن الحديث ليس بحجة، وأنه لا يشكل جزءاً من الحقيقة الدينية التي يراد مراعاتها، وأن الذي وصلنا منه لا يعبر عنا كان عليه في نشأته الأولى، وأن العلماء قد تعاملوا معه على الضد من معاملة الأوائل من كبار الصحابة؟
فهل على ذلك يصح القول بأن أكثر القضايا التي نعتبرها ديناً في وجداننا، كان تكون (95%) أو أكثر أو أقل من ذلك، هي ليست من الدين بشيء، عقيدة وشريعة؟ أم يعني ضياع الحقيقة الدينية برمتها؟
هذا ما سيعمل هذا الكتاب على تجليته وذلك من خلال قسمين، وقد جزأناه إلى كتابين، أحدهما يعنى بالحديث السني، والآخر بالحديث الشيعي.نبذة الناشر:يعد الحديث النبوي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم، يليه الإجماع ثم سائر المصادر الأخرى المتعلقة بالاجتهاد فيما لا نص فيه، كالقياس وما إليه، ومن حيث التشريع يعتبر الحديث عند العلماء أهم هذه المصادر قاطبة، وذلك باعتباره يتميز بخاصتين لا ينافسه في جمعهما مصدر آخر، ذلك أن له مرجعية إلهية مثلما للقرآن الكريم، كما أنه من المصادر المفصلة شبيه بالقياس وما إليه من مصادر الاجتهاد فيما لا نص فيه.
أن العلماء يعولون على الحديث أكثر من غيره، لكن هناك أسئلة عديدة ترد بهذا الصدد، منها ما يلي:
هل للحديث مصداقية من الحجة كما يصورها لنا العلماء والحفاظ؟ فهل يحظى بحجية القرآن؟ وهل طلب من المسلمين الأخذ به وإتباعه كما يزعم هؤلاء؟ وهل وصل إلينا كاملاً من غير تبديل وتغيير وزيادة ونقصان؟ وهل سلك المتأخرون مسلك السلف الأول في التعامل معه؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات شافية، كما سيتبين لنا خلال البحوث الآتية، وذلك ضمن الحقلين المعرفيين السني والشيعي. إقرأ المزيد