تاريخ النشر: 08/09/2016
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:بين "الإحتلال"، "الإرهاب" جدلاً دلالياً مطرد التجلي في حياة الأفراد، فكلاهما ينطوي على إخضاع وقهر، وهما معاً يوحيان لمن يعيش في ظلهما بالوجود على حافة الموت، فالإحتلال يغدو معه المستقبل مسألة غير مؤكدة، والإرهاب عيش على إيقاع الخوف والفقدان، وسفرٌ في التاريخ الوحشي، تكون معه الحياة نفياً للوجود.
في "جائزة ...التوأم" تصور الروائية العراقية ميسلون هادي عالم الحرب العراقية المتعاظمة من خلال الوقوف على تفاصيل النشاط اليومي للبطلين "صخراً" و "بدراً" المنتميان إلى أب عراقي وأم إنجليزية، وبأحداث تتنامى على إيقاع يوميات الحرب والتفجيرات التي يكون فيها الضحايا مجرد أرقام في أخبار عابرة، وبزمن متعدي من العام 2011- وحتى (الآن) أي على إمتداد ست سنوات من الفوضى الحسية، ومن الخوف، والرعب، والترقب، وتَرصد القتلة والضحايا في سيرورة لم تنتهِ...
وعلى خط الوقائع، يبدأ السرد في "جائزة التوأم" من واقعة خطف يتعرض لها صخر من قبل الإرهابيين عن طريق الخطأ، إذ كان المقصود رجلاً آخر، وهنا تبرع الروائية في تصوير التطرف الديني وما يتمخض عنه من فتاوى تكفيرية بحق الآخر المختلف في الدين والمذهب بعيداً عن قيم الإسلام الحميدة، إذ يبدأ تدريب صخر للقيام بعملية إرهابية، سوف تقوده إلى ان يخسر أحبّ الناس إلى قلبه...
من أجواء الرواية نقرأ: "ضحكنا له من خلف الزجاج وهرع بدر إليه... في اللحظة التي اقترب منه بدر لإحتضانه تراجع صخر إلى الوراء... المفاجأة على وجهه تحولتْ إلى هلع... أصبحت المسافة بينهما كبيرة... تراجع صخر كثيراً... وأمره بالإبتعاد، فصرخ بعض الموجودين له رجل مفخخ... ركضتُ من مكاني كالمجنونة، وأردت إحتضانه، ولكن صخراً كان يحاول أن يخلع شيئاً تحت سترته وهو يبتعد راكضاً عني وعن بدر... وقفتُ بينهما... ظهري إلى صخر ووجهي إلى بدر... لم يسعفني التفكير بغير أن أقف بتلك الصورة لكي أحول بينهما... وفي أقل من لحظة حدت كل شيء... هرج ومرج... وصياح من حمايات الوفد وحراس يرّاكضون... يبدو أن الناس ينفضّون، وصخر يتراجع دون أن يملك من أمره شيئاً... إنه يترنح... ثم حدث الإنفجار الرهيب". إقرأ المزيد