لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

حديث الجنود

(5)    التعليقات: 1 المرتبة: 6,439

حديث الجنود
12.75$
15.00$
%15
الكمية:
حديث الجنود
تاريخ النشر: 27/02/2015
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"بلادنا التي تسير نحو الموت بخطأ واثقة، تعرف ذلك؟ أولئك الذين يجرونها بحبال من مسد إلى الحافة ومن هناك يلقونها إلى الوادي السحيق، نعرف ذلك؟ أيّ ألم يا بلادي أشدّ من أن نعبد قاتليك، ونسبح بحمد ذابحيك، ونطوف حول جلاديك...؟!...
أي طاقة تلك التي نستطيع أن نحملها في أرواحنا ونحن ...نراك تساقين إلى البيع في سوق النخاسة لحماً معروضاً في الطرقات هيّناً على البائعين والشارين ثم لا نفعل شيئاً، نرى ونفقد القدرة على الحركة، تذبحين أمامنا ولا نجيد غير أن نراقب أقدامنا من أن يمسها دمك الذي سال حتى ملأ الشعاب والأودية!! يا أيها الموت الذي ملأ الدروب القاتمة، خنق البلابل... أيقظ كل حقد... هيأ السكين... داس الورد... عسكر بالحشود الظالمة: مهلاً ففيك حبيبتي سيقت لليلكَ راغمة، هي رحمتي وعليك لعنتها غداً... ودم الذين قضوا لها ووفّوا نذرهم ألا تمس نقاءها تلك الأيادي الآئمة، مهما استبدّ الظلم واشتدّ الظلام سيولد الفجر الجميل، وتطلع الأزهار في ضوء الشموس القادمة.
نحن نصنع التاريخ، أم التاريخ يصنعنا، وهل هو الذي يوجه أفعالنا لتصبح جزءاً منه دون أن نكون قد خططنا لها، أم نحن نعدّ كل شيء ونقول له: افتح صفحة صدرك ومدّ يدك إلى دواة قلبك واكتب ما نفعل؛ فإننا نفعل التاريخ!!...
كان إجتماعنا الأخير قد أعقبه إنتظار سجين حكم يقضي بالبراءة التامة أو بالإعدام الزؤام، لم يكن هناك حلّ وسط؛ فالحل الوسط يكون ممكناً حين يتعلق بالأفراد لا الجماعات، وبالمجموعة لا بالجماهير، وحين تضع الجماهير بين يديك أمانة أن تدافع عن وجودها المهدد بالعدم، وحقوقها المهددة بالسحق، حينئذ تخرج رغبتك عنك لتصبح رغبة عامة، وتقف متجرداً من نفسك لتذعن لإرادة النفوس التواقة إلى أن تعيش عزيزة غير مضطرة لأن تدفن رؤوسها في الرمال!!...
هل كنا مقتنعين بما نحن مقدمون عليه؟! هل فعلنا ما فعلنا إضطراراً أم إختياراً؟!... من ينفع بإتجاه الآخر: إضطرار الفرد أم إختيار المجموع؟ كيف يصبح المشهد الواحد حياةً وموتاً معاً، وحباً وبغضاً في آن واحد، ودفاعاً وهجموماً في اللحظة ذاتها؛ أكنا ونحن مندفعون إلى اليوم الذي نرى فيه الخلاص ويرى فيه غيرنا الفناء: أكنا نموت أم نحيا، ونحب بلادنا أم نبغضها، وندافع عنها أم نرميها في مقتل ونصبها في نحر؟!... شتان بين القابضين على الزناد الذاهبين إلى الجبال والنائمين على الأرائك يقرأون الوِرْد في فيء الظلال... بين الذين تعفرت حياتهم يحنون أصلاباً على الأهوال من هول القتال... وأولئك الماضين بالكتب الثقال... السيف يحي أمّة، والعلم يبني مجدها، والأمة الغراء تبنى ثم تحمى، لأبناء يقوم من غير إكتمال. فَمَنِ الرجال إذا تلاقى الجمع في رهج النضال مَنِ الرجال؟!!... الجدر تنهار، والعواصف تتوالى، والأمواج تتلاطم، والدروب تُقْفر...
ونحن شباب الإخوان المسلمين المسؤولون بالدرجة الأولى عن كل ذلك مسؤولية أخلاقية كاملة أمام زملائنا الطلاب في كل الجامعة، ونحن إلى ذلك نُقْذَف بالحجارة المغموسة بزين الشمانة وأيدينا مقيدة، وأجنحتنا مهيضة، وعيوننا مغمضة ولا أحد يعترف بأننا ضحية خديعة ممنهجة، وفخٍّ مركوز أعد فيه الطعم من زمن بعيد... لا أحد يعرف سوى أننا ألقينا بالعمل الطلابي في جرف العدم، وأننا احتللنا هذه المواقع، واستغللنا تلك المكاتب لمصالح ضيقة، وفي النهاية لم نقدم شيئاً!!...
صرخت: النهر لا بد له من مصب، والطريق لا بد لها من دليل، والدليل لا بدّ له من قلب، فتشت عن القلوب الطاهرات لتحمل هذا الكلّ، فإن النية إذا صفت صلح العمل، وإذا سقيت بماء الإخلاص أنيعت الثمرة هل وجد ورد تلك القلوب الطاهرات التي تتمرنوا يا صافيات ليصلح العمل ويسربل الإخلاص كل الخطوات والمهمات التي تبحث عن وطن مسلوب يليق بأبناء جعلوا شعارهم الشهادة وثورة عارمة ظلّت محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني المناضل إلى اليوم...
لم يفقد ورد ورفاق دربه النضالي الأمل... معتقلات وشهداء وخونة وذكريات أيام ولت على وقع الجراح... ذكريات تطارد أصحاب هذا الدرب الذي بان كنفق مظلم... تطاردهم في منامهم وصحوهم، تأكل وتشرب معهم وتبيت معهم... تفضى مضاجعهم وليس من نجاة منها سوى بالكتابة... وبالأمل بأن يكونوا هم الذكرى للأطفال الذين سيولدون من جديد.

إقرأ المزيد
حديث الجنود
حديث الجنود
(5)    التعليقات: 1 المرتبة: 6,439

تاريخ النشر: 27/02/2015
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"بلادنا التي تسير نحو الموت بخطأ واثقة، تعرف ذلك؟ أولئك الذين يجرونها بحبال من مسد إلى الحافة ومن هناك يلقونها إلى الوادي السحيق، نعرف ذلك؟ أيّ ألم يا بلادي أشدّ من أن نعبد قاتليك، ونسبح بحمد ذابحيك، ونطوف حول جلاديك...؟!...
أي طاقة تلك التي نستطيع أن نحملها في أرواحنا ونحن ...نراك تساقين إلى البيع في سوق النخاسة لحماً معروضاً في الطرقات هيّناً على البائعين والشارين ثم لا نفعل شيئاً، نرى ونفقد القدرة على الحركة، تذبحين أمامنا ولا نجيد غير أن نراقب أقدامنا من أن يمسها دمك الذي سال حتى ملأ الشعاب والأودية!! يا أيها الموت الذي ملأ الدروب القاتمة، خنق البلابل... أيقظ كل حقد... هيأ السكين... داس الورد... عسكر بالحشود الظالمة: مهلاً ففيك حبيبتي سيقت لليلكَ راغمة، هي رحمتي وعليك لعنتها غداً... ودم الذين قضوا لها ووفّوا نذرهم ألا تمس نقاءها تلك الأيادي الآئمة، مهما استبدّ الظلم واشتدّ الظلام سيولد الفجر الجميل، وتطلع الأزهار في ضوء الشموس القادمة.
نحن نصنع التاريخ، أم التاريخ يصنعنا، وهل هو الذي يوجه أفعالنا لتصبح جزءاً منه دون أن نكون قد خططنا لها، أم نحن نعدّ كل شيء ونقول له: افتح صفحة صدرك ومدّ يدك إلى دواة قلبك واكتب ما نفعل؛ فإننا نفعل التاريخ!!...
كان إجتماعنا الأخير قد أعقبه إنتظار سجين حكم يقضي بالبراءة التامة أو بالإعدام الزؤام، لم يكن هناك حلّ وسط؛ فالحل الوسط يكون ممكناً حين يتعلق بالأفراد لا الجماعات، وبالمجموعة لا بالجماهير، وحين تضع الجماهير بين يديك أمانة أن تدافع عن وجودها المهدد بالعدم، وحقوقها المهددة بالسحق، حينئذ تخرج رغبتك عنك لتصبح رغبة عامة، وتقف متجرداً من نفسك لتذعن لإرادة النفوس التواقة إلى أن تعيش عزيزة غير مضطرة لأن تدفن رؤوسها في الرمال!!...
هل كنا مقتنعين بما نحن مقدمون عليه؟! هل فعلنا ما فعلنا إضطراراً أم إختياراً؟!... من ينفع بإتجاه الآخر: إضطرار الفرد أم إختيار المجموع؟ كيف يصبح المشهد الواحد حياةً وموتاً معاً، وحباً وبغضاً في آن واحد، ودفاعاً وهجموماً في اللحظة ذاتها؛ أكنا ونحن مندفعون إلى اليوم الذي نرى فيه الخلاص ويرى فيه غيرنا الفناء: أكنا نموت أم نحيا، ونحب بلادنا أم نبغضها، وندافع عنها أم نرميها في مقتل ونصبها في نحر؟!... شتان بين القابضين على الزناد الذاهبين إلى الجبال والنائمين على الأرائك يقرأون الوِرْد في فيء الظلال... بين الذين تعفرت حياتهم يحنون أصلاباً على الأهوال من هول القتال... وأولئك الماضين بالكتب الثقال... السيف يحي أمّة، والعلم يبني مجدها، والأمة الغراء تبنى ثم تحمى، لأبناء يقوم من غير إكتمال. فَمَنِ الرجال إذا تلاقى الجمع في رهج النضال مَنِ الرجال؟!!... الجدر تنهار، والعواصف تتوالى، والأمواج تتلاطم، والدروب تُقْفر...
ونحن شباب الإخوان المسلمين المسؤولون بالدرجة الأولى عن كل ذلك مسؤولية أخلاقية كاملة أمام زملائنا الطلاب في كل الجامعة، ونحن إلى ذلك نُقْذَف بالحجارة المغموسة بزين الشمانة وأيدينا مقيدة، وأجنحتنا مهيضة، وعيوننا مغمضة ولا أحد يعترف بأننا ضحية خديعة ممنهجة، وفخٍّ مركوز أعد فيه الطعم من زمن بعيد... لا أحد يعرف سوى أننا ألقينا بالعمل الطلابي في جرف العدم، وأننا احتللنا هذه المواقع، واستغللنا تلك المكاتب لمصالح ضيقة، وفي النهاية لم نقدم شيئاً!!...
صرخت: النهر لا بد له من مصب، والطريق لا بد لها من دليل، والدليل لا بدّ له من قلب، فتشت عن القلوب الطاهرات لتحمل هذا الكلّ، فإن النية إذا صفت صلح العمل، وإذا سقيت بماء الإخلاص أنيعت الثمرة هل وجد ورد تلك القلوب الطاهرات التي تتمرنوا يا صافيات ليصلح العمل ويسربل الإخلاص كل الخطوات والمهمات التي تبحث عن وطن مسلوب يليق بأبناء جعلوا شعارهم الشهادة وثورة عارمة ظلّت محفورة في وجدان الشعب الفلسطيني المناضل إلى اليوم...
لم يفقد ورد ورفاق دربه النضالي الأمل... معتقلات وشهداء وخونة وذكريات أيام ولت على وقع الجراح... ذكريات تطارد أصحاب هذا الدرب الذي بان كنفق مظلم... تطاردهم في منامهم وصحوهم، تأكل وتشرب معهم وتبيت معهم... تفضى مضاجعهم وليس من نجاة منها سوى بالكتابة... وبالأمل بأن يكونوا هم الذكرى للأطفال الذين سيولدون من جديد.

إقرأ المزيد
12.75$
15.00$
%15
الكمية:
حديث الجنود

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 14
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 470
مجلدات: 1
ردمك: 9786144199251

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين
الإسم: كتابة تعليق شاهد كل تعليقاتي
  تقييم كتاب : (( حديث الجنود )) . - 01/09/42
كتاب رائع .