نظرات جديدة في القرآن المعجز
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لم تكن الدعوة الإسلامية معاكسة لبيئة الرسول المحلية وحدها، وإنما جاءت مناقضة للبيئة الإنسانية الكبرى، فقد جاءت تصحح لأصحاب الأديان السابقة عقائدهم، فدحضت أن لله تعالى ولداً، وأنه ثالث ثلاثة، كما نقضت قول اليهود بأن الله آلههم وحدهم دون البشر، فالله تعالى رب العالمين ورب الناس أجمعين.
كما جاء القرآن ...الكريم صيحة عجيبة مخالفة لكل التوقعات البشرية، فهو لم ينبع من المصلحة المادية للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من المصلحة الدنيوية لقبيلته وبلدته، ولم يمالئ عقيدة يؤمن بها الكثيرون من أهل عصره، وإنما هو صيحة الحق الخالص وأريد له أن يكون خاتم الكتب الإلهيةن والمعجزة الباقية حتى قيام الساعة، ولذلك نراه ينهج في الدلالة على الله تعالى هذا المنهج العلمي العقلاني الذي لا يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإلى هذا، فإن القرآن العظيم هو أول كتاب سماوي يتميز بلغت أنظار الناس بإصرار وتكرار مدهشين، إلى إستقراء ظواهر الكون لمعرفة خالقه الأعلى، وهذا هو الطريق السليم المستقيم الأمثل الموصل إلى الإيمان الراسخ.
لقد وضع القرآن الكريم مبادئ العلم الحديث إذ لم يقبل حقيقة من الحقائق دون برهان، ضمن هذا الإطار تأتي هذه النظرات الجديدة في القرآن الكريم المعجز، يواصل فيه المؤلف، بعد كتابيه السابقين "كشوف جديدة في إعجاز القرآن الكريم" و "الهندسة الإلهية في سورة الكهف"، السير على نهج جديد في تفهم السور القرآنية، وتدبرها، حيث يعمل على بيان وجوه الإعجاز في كل سورة، من وحدة موضوع، وترابط، وتناسق وإنسجام بين الكلمات والمعاني.
هذا وقد بنى في مطلع معالجته لكل سورة الأفكار الجديدة التي اختص بها كتابه هذا، والتي لم يتطرق إليها أحد قبله، كما قام بالتعرض إلى دراسة سورتين تبدأن بالقسم هما: سورة القيامة، التي تفتتح بالقسم بيوم القيامة، وبالنفس اللوامة، وسورة المرسلات التي تفتتح بالقسم بالمرسلات عرفاً، والعاصفات عصفاً... ليحاول من ثم كشف إرتباط كل قسم منها بسائر أجزاء السورة. إقرأ المزيد