تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:قام شيخ الإسلام الأنصاري بوضع نواة هذا الكتاب، لما طلب إلى جماعة من أهل هراة أن يدون لهم مصنفاً يستعينون به في السير إلى الله تعالى، فرتب لهم فصولاً وأبواباً أطلق عليها اسم "منازل السائرين".
وهذا الكتاب يعتبر من أجل وأشمل ما صنف في بابه، لكن صاحبه كدره، فقد سار ...فيه على طريقة أرباب التصوف، فتكلم فيه بلغتهم، واستضاء برسومهم، واستهدى بإشاراتهم، فلذلك انحصر الانتفاع به، وكثر الكلام عليه، ومع هذا فقد حافظ الكتاب على مرتبة السبق في بابه، فقد حوى فوائد وفرائد لا توجد في غيره، فلذلك كثر اعتناء العلماء به، فشرحه جماعة منهم، واختصره آخرون.
اشتهر هذا الشرح الجليل بين طلبة العلم باسم "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين"، وهذا هو الذي جاء على مخطوطات الكتاب، وهكذا ذكره البغدادي في "هدية العارفين" تبعاً لحاجي خليفة.
من أبرز السمات التي تميز بها منهج ابن القيم في هذا الكتاب:
1-الانقياد التام للكتاب والسنة، وتقديمهما على ما سواهما، ومحاكمة ما عداهما بهما، وهذه سمة بارزة في الكتاب جداً.
2-كثرة الاستشهاد بأحوال السلف وأقوالهم، ومقايسة أحوال من سواهم بهم، فهم رحمهم الله خيرة هذه الأمة، وفي إتباعهم فلاح، وفي خلافهم خلافه.
3-الصفاء الروحي، إن الناظر في هذا الكتاب يحس بمدى الصفاء الروحي الذي كان يعيشه المصنف أثناء تصنيف هذا الكتاب، والذي بلغ الذروة، وهذا بدوره يكسبه قوة في التأثير إذ "ليس المخبر كالمعاين".
4-سهولة الأسلوب وبساطته، لقد صاغ ابن القيم مادة الكتاب صياغة عذبة المشرب، فطالب العلم يستطيع أن ينهل من علومه دون عناء، وهذه السمة موجودة في كل كتبه تقريباً، لكنها هنا تدعو للغرابة حقاًن فمتن الكتاب طافح بالرموز والإشارات، وفيه بعض الأمور المشكلة التي تحتاج إلى مناقشة وإيضاح، ومع هذا فقط حافظ ابن القيم على هذه الخصيصة الذهبية، فأجهد نفسه وأخرج الكتاب بأسلوب سهل ماتع عذب.
5-حسن الترتيب، وهذا يظهر جلياً في حسن تصرفه بمادة المتن، ثم بما أفاض عليه من قريحته، فقد عرض فيه أفكاره بصورة سلسة منظمة مهذبة.
6-الأدب في النقد: كما قلنا، لم يخل متن الكتاب من اعتراضات عليه، وقد تعرض إليها ابن القيم بأسلوب لطيف يزينه الأدب.
وما يميز هذه الطبعة في هذا الكتاب أنها قد جاءت محققة حيث اهتم المحقق بما يلي: أولاً: قام بضبط نص الكتاب ضبطاً شبه تام، سواء في ذلك الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة أو ما أشكل من متن الكتاب حتى غدت القراءة فيه متيسرة لطلبة العلم على اختلاف درجاتهم. ثانياً: قام بشرح الألفاظ الغريبة. ثالثاً: خرج الأحاديث النبوية من مصادرها الأصلية، مع ذكر رقم الحديث، وراويه ودرجته. رابعاً: خرج الآثار من مصادرها الأصلية أيضاً، إلا أشياء قليلة لم يقف عليها, خامساً: علق تعليقات ضرورية، وهي قليلة، لأن حجم الكتاب يستدعي ذلك، واعتمد بعض تعليقات الأستاذ الفقي مع نسبتها إليه غالباً، وحذف بعضها لقلة جدواها. سادساً: صنع مقدمات للكتاب تشتمل على: أ-ترجمة صاحب "منازل السائرين"، ب-ترجمة صاحب "مدارج السالكين". ج-تعريف بالكتاب. د-وفي آخره صنع فهرساً للمضامين، وفهرساً لأطراف الحديث. إقرأ المزيد