السلام المعلق - على مفترق الطرق (مقاربات في الصراع والتنمية والأزمة الفلسطينية)
(0)    
المرتبة: 44,750
تاريخ النشر: 02/06/2008
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:إذا كانت القدس، عبر التاريخ، قد مثلت على الدوام مفتاحاً للحرب ومفتاحاً للسلام في المنطقة؛ فإنها حتى اللحظة التاريخية الراهنة، ما برحت تملك هذا الدور، وستبقى كذلك ما بقي الصراع، فلا سلام مع عقلية الإستئثار الإسرائيلي على هذه المدينة المقدسة لدى الأديان السماوية الثلاث، ولا تفرُّد دينياً أو سياسياً ...على هذه المدينة، ولا قفز عن أهميتها الروحية المتعاظمة للعالمَيْن الإسلامي والمسيحي أيضاً.
من هنا، تحتلّ القدس، وما يتهددها من أخطار إسرائيلية جسيمة، شاغلاً أساسياً من الشواغل الفلسطينية؛ سواء بالتصدي لمصادرة سلطات الإحتلال الإسرائيلي مساحات شاسعة من أراضي القرى العربية المحيطة بها، وتعزيز الإستيطان فيها وتوسيعه، أو بإعتقال المدينة من خلال جدار الفصل العنصري، أو القيام بحفريات تتهدد أساسات المسجد الأقصى، أو مصادرة الهويّات من العرب المقيمين فيها، وإغلاق مؤسساتهم الوطنية في المدينة المقدسة، وغير ذلك من الإجراءات العدوانية، التي تزيد من الإهتمام والهواجس لدى الفلسطينيين حول المدينة المرتبطة همومها في الواقع، وفي القضايا التي تطرحها موضوعات هذا الكتاب، متجادلة مع قضية السلام ومتشابكة حتى الإلتحام.
فالقدس والسلام هما قضية واحدة، ولا يمكن أن يحلّ السلام على الأرض والقدس في خطر... القدس في خطر... إذاً السلام في خطر [...].
من هنا، يأتي هذا الكتاب، والذي يمثل مقاربات في الصراع والتنمية والأزمة الفلسطينية... وهو الثالث في سلسلة "السلام المعلق" لمؤلفه أحمد قريع "أبو علاء" وقد ضم الكتاب الواحد منها العديد من المقالات الصحفية المنشورة في مناسبات وصحف ومجلات مختلفة، في مقدمتها فصلية "صامد الإقتصادي" التي تولى المؤلف رئاسة تحريرها على مدى ثلاثة عقود من الزمان، إضافة إلى كلمات الإفتتاح للفعاليات والتجمعات والمنتديات المختلفة، بصفته رئيساً للمجلس التشريعي الفلسطيني (1996 - 2003) ثم رئيساً لوزراء فلسطين (2003 – 2006)، والمداخلات والأوراق التي تقدّم بها إلى المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والدولية، وهي تشكل في مجموعها قراءات في الواقع السياسي والإقتصادي الفلسطيني، وإخلاله متواصلة على المشهد الفلسطيني بكل جوانبه وأبعاده ومتغيراته، السياسية والإجتماعية والتنموية والثقافية، والوقوف تحديداً عند المآلات التي انتهت إليها عملية السلام، مما قاد إلى تعليق مساراتها بإصرار إسرائيلي على القفز عن استحقاقات السلام وشروط تحققه.
وهنا يشير المؤلف "أبو علاء" بأنه لم يكن الإفتتاح الصوري لمفاوضات الوضع النهائي، التي لم تتجاوز تلك الخطوة الشكلية قيد أنملة؛ إلا جزءاً من إفراغ العملية السلمية من محتواها، واجهاض صدقيتها، ومحاولة قتلها وهي في مهدها مضيفاً بأنه لولا الإصرار الفلسطيني على التشبث بخيار السلام، للفظت العملية أنفاسها تماماً منذ أكثر من عقد من الزمان.
وفي هذا الكتاب الذي يمثل القسم الثالث من هموم وشجون "السلام المعلق"، دخول آخر إلى صلب موضوع السلام، وحديث آخر حول العقبات التي طالما وضعتها إسرائيل وتضعها يومياً في طريق إنجازه وجعله فعلاً متحققاً على الأرض، وحول الإنتهاكات اليومية التي تمارسها لتختلف العثرات أمام هذه المسيرة.
وهنا يشير المؤلف بأنه لم تكن مصادرة إسرائيل لألف ومائتي دونما من أراضي أبو ديس، وهي بلدته القريبة من القدس، والتي تشكل جزءاً وتطل على مقدساتها، إلا بعضاً من هذه الإختراقات الخطيرة التي طالت عشرات الآلاف من الدوغات من أراضي فلسطين لأغراض الإستيطان الإسرائيلي، ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري.
مضيفاً بأن هذه المصادرة إنما جاءت في وقت كان الفلسطينيون يتهيأون فيه للدخول في جولة كبيرة حاسمة من جولات مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي عهدت إليه القيادة الفلسطينية أمر رئاسة وفدها المفاوض، مبيناً بأنها مسألة تتضمن رسالة بالغة الدلالة تومئ إلى ما ينطوي عليه التوجه الإسرائيلي من ميولٍ عدوانية لا تنسجم مع الرغبة الحقيقية والصادقة في الوصول إلى السلام.
وأخيراً، يذكر المؤلف، بأنه عمد إلى إفراد قسم من هذا الكتاب لممارسة النقد والنقد الذاتي، ومساءلة نفسه حول الذي حدث، وأبعاده، ولماذا حدث، وكيف حدث، وأين مكاني التقصير في السياسة الفلسطينية وفي بنيتها التنظيمية وعلاقة السلطة الفلسطينية مع جماهيرها، مشدداً على البحث عن أفضل السبل لتجاوز الأزمة، مؤكداً بأنه ليس هناك من شك في أن الذين يمتلكون التفويض الجماهيري الواسع للمصادقة على الإتفاقيات القادمة التي تضمن لشعبهم حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وحقه في إقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.نبذة الناشر:شهادة لزمانها، هو ما أردناه وطمحنا إليه من وراء إصدار هذه السلسلة من الكتب، التي نشر القسم الأول منها في العام 1999، إثر الجمود الواضح الذي أصاب عملية السلام. وقد حملت السلسلة عنواناً عريضاً هو "السلام المعلق" لينسجم مع الحالة التي آلت إليها مسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية...
في القسم الثالث من "السلام المعلق"، الذي تشكله مادة هذا الكتاب، دخول آخر إلى صلب موضوع السلام، وحديث آخر حول العقبات التي طالما وضعتها إسرائيل وتضعها يومياً في طريق إنجازه وجعله فعلاً متحققاً على الأرض، وحول الإنتهاكات اليومية التي تمارسها لتختلق العثرات أمام هذه المسيرة...
يصدر هذا الكتاب ونحن نقف عند منعطف تاريخي تحولي كبير، وعلى الحد الفاصل بين خيارين واضحين: خيار السلام من جهة، وخيار مواصلة الصراع بكل أشكاله. فنحن نقف الآن على تخون فرصة سانحة لانتشال المنطقة وشعوبها من مغبة السقوط في ويلات حرب لسنا قادرين على التكهن بعنفها ومداها الزمني، ولكننا نوقن أنها ستكون حرباً طاحنة لن ينجو من ويلاتها أحد، وأنها ستكون حرباً دامية مدمرة لا تبقي ولا تذر.
إن الزج بكل إمكانياتنا، مجدداً لخوض معركة التفاوض، تقتضي منا إعادة قراءة تجاربنا الذاتية سواء في مجال بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، أو مختلف التجارب الأخرى السايسية والاقتصادية والتنموية والتعليمية والثقافية، وتقويم تجربتنا التنظيمية وقدرتنا على مواجهة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية، وهي جميعها من الأمور التي تتطرق إليها مادة هذا الكتاب.
وكان لا بد لنا، من امتلاك كبير من الشجاعة والمفاتحة والشفافية لممارسة النقد الذاتية بعد إخفاق حركتنا الفلسطينية الرائدة.. حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الانتخابات التشريعية الأخيرة (2006)، فرغن اعترافنا بالنتيجة المؤلمة التي أ فرزتها العلمية الديمقراطية وصناديق الاقتراع، وخوض المعركة السياسية لاستعادة حركة فتح زمام الأمور، ولدورها التاريخي المجيد، إلا أن الأمور انتهت بخروج حركة "حماس" عن الشرعية، شاهرة سلاحها في خطوة عسكرية انقلابية خطيرة، غير قانونية أو دستورية وغير أخلاقية، وبعيدة عن التقاليد الديمقراطية الفلسطينية، الأمر الذي أفضى بها إلى عزلة قادت نفسها إليها، ولن تخرج منها دون ممارسة ثقافة الاعتراف والاعتذار واتخاذ خطوات تراجعية عما قامت به في غزو، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل حزيران الأسود 2007.
لقد أفردنا قسماً من هذا الكتاب لممارسة النقد والنقد الذاتي، ومساءلة أنفسنا حول الذي حدث، وأبعاده، ولماذا حدث، وكيف حدث، وأين مكانت التقصير في سياساتنا وبنيتنا التنظيمية وعلاقاتنا مع جماهيرنا، مشددين على البحث عن أفضل السبل لتجاوز الأزمة. فلا شك في أننا نحن الذين نملك التفويض الجماهيري الواسع للمصادقة على الاتفاقيات القادمة التي تضمن لشعبنا حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، وحقه في إقامة دولته الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية، وحقه في إقامة دولته الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن ما أصاف حركتنا الرائدة، لم يقض على دورها وفعاليتها وتراثها الكفاحي الطويل، وإنما يجب أن يدفعها للوقوف، هي الأخرى، أمام خيارين: الاستسلام للهزيمة التي ألمت بها أمام صندوق الاقتراع، والتراجع من ثم أمام سلاح الأخوة الذي وجه إلى صدورنا، أو العمل على تفعيل الحركة ومؤسساتها الجماعية وتماسكها السياسي والتنظيمي وترابطها الأخوي من أجل خوض معركة السلام والتحديات المستقبلية التي تواجهنا، استناداً إلى قاعدة تنظيمية متماسكة وراسخة وقوية. فلا سلام يتحقق دون الحركة الأم التي تشكل الوتد الأساسي لأي بنيان فلسطيني عظيم ومتماسك، قادر على مواجهة عواصف الحرب وعواصف السلام. إقرأ المزيد