تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن لم يكن للإسرائيليات والموضوعات قيمتها الدينية والتشريعية في نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أمر إلى الصحابة، رضوان الله عليهم، لأنها مختلفة عليهم، لكن لها في نظر بعض الباحثين والمؤلفين في الحياة العقلية في الإسلام قيمتها العلمية، فهي تدل على ثقافة العصر، وأفكار أهله وتلاقح الثقافات وتأثير ...بعضها في بعض، لأن الذي وضعها ونسبها إلى هؤلاء لم يكن خارجاً عن البيئة ولا منعزلاً عن روح العصر، وإنما كان مؤثراً، وتأثر، وهذا الرأي قد ردده بعض الباحثين في كتبه، إلا أن هذا إلا يعني الاتفاق مع قائله، لأنها سمحت الأفكار، وتجنت على التفسير والحديث، وكان لها آثارها السيئة في كتب العلوم الإسلامية فضررها أعظم بكثير من نفعها المزعوم.
لذا كان لا بد من التنصيص على هذه الإسرائيليات والموضوعات لردها من جهة العقل والنقل وبيان أنها دخيلة على الإسلام، ومدسوسة على الرواية الإسلامية وبيان من أين دخلت عليه، فكان هذا الكتاب لكشف الإسرائيليات والموضوعات المبثوثة في كتب التفسير للقضاء على شرورها وسمومها التي أفسدت عقول كثير من الناس، ولا سيما العامة حتى صاروا يتناقلونها على أن لها أصلاً في الرواية الإسلامية.
أما منهجه في هذا الكتاب فكان التالي: التقديم للبحث الأصلي بمقدمات لبيان معنى التفسير والتأويل ومعنى الإسرائيليات، والمراد بالموضوعات والمنهج المتبع في تفسير القرآن والكلام عن التفسير بالمأثور وأقسامه، والتفسير بالرأي والاجتهاد المقبول منه والمردود ودخول الوضع الإسرائيليات في التفسير بالمأثور، وأسباب ذلك وما وجه إلى هذا النوع من التفسير من تقديم والآثار السيئة التي خلقتها هذه الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير وغيرها.
عارضاً من ثم لما قان به حفاظ الحديث، وأئمة النقد، والتعديل والتجريح من جهاد مشكور في التنبيه إلى الموضوعات والإسرائيليات في كتب التفسير ومستعرضاً أشهر كتب التفسير بالمأثور، مبيناً بإيجاز قيمة كل كتاب من جهة الرواية ولأشهر كتب التفسير بالرأي، ليتناول من ثم الديانة من إسرائيليات والكشف عن الموضوعات في كتب التفسير، سواء منها ما اختص بالتفسير بالمأثور، أو ما جمع فيها بين المأثور وغيره، أو ما غلب عليها التفسير بالرأي والاجتهاد، راداً لما جاء من الإسرائيليات وموضوعات من جهة العقل والنقل. إقرأ المزيد