تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:يتماثل هذا الكتاب، الذي بين يدينا، مع كتب المؤلف السابقة، وخصوصاً التشابه والاختلاف، والمفاهيم معالم، ومشكاة المفاهيم، والشعر وتناغم الكون. وقد احتوت هذه الكتب على المبادئ الأساسية التي تكون جوهر فلسفة التماثل، مثل مبدأ: كل شيء يماثل، أو يشبه، أو يتصل، أو ينسجم مع كل شيء، بجهة من الجهات ...لا من جميع الجهات، وعلى الأسس المنهاجية التي تحقق ذلك التماثل مثل تشغيل منطق الدرجات، أو المنطق المائع، أو المنطق المتداخل، ونظرية المجموعات.
وغايات تلك المبادئ وتلك المنهاجية هي إيضاح تماثل آليات التفكير البشرية لتماثل بنياته الذهنية، وإيجاد علائق وصلات بين كل ما في الكون حتى تنتشر روح التعاون والتسامح والأخوة، وتقلل النزعات العرقية، ويخفف التعصب الفكري والديني.
يجد قارئ هذا الكتاب تجذيراً لتلك المبادئ، وتعميقاً لتلك المنهاجية، وسعياً حثيثاً نحو تلك الغايات النبيلة، ولهذا عنون برؤيا التماثل.
رصد المدخل مبادئ تلك الفلسفة وأبعادها في مجال جغرافي محدد، ثم تناول مبحث الزمنية تجلياتها في إطار زمني وفضائي خاص ليمكن الربط بين الأعمال الفكرية والبنيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية. لتحقيق هذا الربط كانت هناك فصول ثلاثة، أولها بعنوان زمن المدينة، وقد حلل أثراً فكرياً يعكس مشاغل ساكنة مدنية مستقرة ذات علاقات متشابكة، وثانيها بعنوان زمن العصبية الذي اهتم بعمل تنظيري للحكم القبلي المتأسس على العصبية، وثالثها بعنوان زمن القبيلة، وقد شخص أعراض فكر مفتقد لفضاء مدني مزدهر، ولسند قلبي فاعل.
احتوى مبحث النغمية على فصلين، أحدهما هو تغم الفطرة الذي وقع التركيز فيه على أطروحة فطرية النغم، وثانيهما هو نغم الصناعة الذي ألح فيه على تبيان أصول موسيقى الآلة وأسسها وأبعادها. وقد هدف الفصلان معاً إلى إثبات كليات نغمية في مجال خاص، هو حوض البحر الأبيض المتوسط.
كان مبحث الشعرية ذا فصلين، دعي أولهما بسفر العروج، وسمي ثانيهما بسفر الخروج، وهما برهانان وثيقان على تغلغل فلسفة انتظام الكون وترتيبه في الخطاب الشعري تغلغلاً يتعلق مداه برؤى الشاعر وأوضاعه وغايته، كتاب رؤيا التماثل يحتوي إذن على: تقديم، صور متماثلة في مرآة واحدة، الزمنية، النغمية، الشعرية، خاتمة.نبذة الناشر:من يتمعن في كثير من النتاج الثقافي الحديث والمعاصر يجد فلسفة انتظام الكون هي جوهره، سواء أكان تنظيراً أم إبداعاً. استمدت منها الأناسة البنيوية، والسيميائيات، ودراسات المتخيل... والشعر المعاصر، وعليه فإنه لا كبير اعتراض أن يستوحي هذا الكتاب روح تلك الفلسفة.
وقد سعى هذا الكتاب إلى أن يكشف عن البنيات العميقة المشتركة بين أناس يتوطنون في مجال معين مما جعلهم يتفاعلون ويتفاهمون ويتبادلون المصالح والمنافع ويتواجهون من أجلها، لكنهم كانوا يحتكمون إلى معايير ومكتوبات وتقاليد قبل أن تهيمن الداروينية الشعبية والماركسية الحرفية والنظريات السياسية النفعية، أي قبل انتشار أطروحات البقاء للأصلح، وصراع الطبقات، وصراع الحضارات والثقافات، وهي أطروحات ناتجة عن قياس عالم الإنسان على عالم الحيوان.
الكتاب مقارنة عقلانية للدفاع عن فلسفة التماثل التي هي أساس لفلسفة الاختلاف، وإذ هي كذلك فإنها تشييد، وكل تشييد يتم في مقتضيات أحوال، ومقتضيات الأحوال في صيرورة غير متناهية، إلا أن اتجاه الصيرورة يرجح فلسفة على أخرى. إقرأ المزيد