العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب
(0)    
المرتبة: 137,727
تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: دار بيروت للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يقول راوي هذا الشرح ومتممه إبراهيم بن ناصيف اليازجي اللبناني: هذا آخر ما أثبت الرواة من شعر أبي الطيب المتنبي، وقد اخترت له أشهر الروايات وأمثلها بعد أن وقفت فيه على غير نسخة من النسخ الموثوق بها وبالغت في ضبطه وتحريره ما أعان عليه الإمكان.
وكان أبي، قد شرع في ...تعليق هذا الشرح على هامش نسخة من الديوان بخطه كان يثبت فيها ما يعن له من تفسير أو إعراب أو شرح بيت تذكرة لنفسه مع ذكر كثير من وقائع النظم وتراجم بعض الممدوحين وغيرهم مما يسنح له في أثناء مطالعاته، إلا أنه لم يتقص في شيء من ذلك، ولا تتبع أبيات الديوان على التوالي، وخصوصاً المواضع المستغلقة التي تدعو إلى إطالة الروية والاستنباط مما لم يرضه كلام الشراح فيه، فإنه كان يتجاوزها في الأغلب ويترك موضع الكلام فيها مخرجاً على الهامش، كأنه كان ينوي معاودة هذا الشرح والتوفر على إتمامه، ثم لم يفسح له في الأجل، فبقي الشرح على علاته.
ومعلوم ما لهذا الديوان من الشهرة الطائرة بين خاصة الناس وعامتهم لكثرة ما فيه من موارد ا لحكمة ومضارب الأمثال الشائعة على الأقلام والألسنة، مع ما هو مشهور في شعر المتنبي من عوض التراكيب، وبعد متناول المعاني، ومع قلة ما في أيدي الناس من شروحه على كثرتها، وعزة الظفر بالمحكم منها، كشرح الواحدي ومن في طبقته، ولذلك اشتدت حاجة المتأدبين والدارسين في هذا العصر إلى شرح يعتمد عليه في استخراج مكنونه، والكشف عن غامضه، وكثر تقاضي الناس لهذا الشرح الذي ذكرته عندي، وأنا أدافع في الإجابة، لعلمي بأن نشره على الحد المشار إليه غير جدير بأن يتلقى هذه الحاجة بقضائها، لوقوفه في كثير من المواضع من دون مبلغ الطلب، وتفاوت الحال فيه بين موضع وآخر، بحيث لا يجمل ظهوره على صورته تلك، إلى أن لح الداعي ولم يبق في قوس الاعتذار منزع، فاستخرت الله سبحانه وتعالى في تولي إتمامه وسد ما بقي من خلله، وتابعت الكلام على بيت بيت بما تقتضيه الحال من تفسير غريبه وإعراب المشكل من تراكيبه، وقد تتبعت الغريب في الأبيات كلها من غير استثناء، وربما تكررت اللفظة الواحدة مراراً في الديوان ففسرتها في كل موضع وردت فيه ليكون كل بيت مستقلاً في تفسيره لا يحتاج معه إلى مراجعة أو كد ذاكرة، واستقصيت في الإعراب بحيث لم أدع مشكلاً يتوقف عنده البصير إلا تلقيته ببيانه، خصوصاً إعراب الظروف.
وذكرت معنى كل بيت على عقب الفراغ من مفرداته، ملتزماً في الأكثر أن أشرحه بحل ألفاظه عينها بحيث أصور للطالب المعنى الشعري في ضمن المعنى التركيبي، وفي جميع ذلك من النصب وإعمال الروية ما لا يخفى على الخبير.
وإنما أبقيت عنوان الشرح باسمه، رعاية لكونه هو الواضع الأصيل، فلم أوثر أن أتطفل عليه في نسبة الكتاب، وإن تطفلت عليه في التأليف. إقرأ المزيد