جونتنامو
(2)    
المرتبة: 6,032
5.50$
الكمية:
شحن مخفض
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار الشروق
نبذة الناشر:أحن إلى البوح.. ربما أرتاح حيناً لو حكيت لأحد الأحبة كلمات قليلات، أو لأحد الأعداء، فهل أجد من ينصت إلىَّ فأرى صورتي تتجلى على مرآته، فأراني، فأنجو من دوامات الوحدة الطاحنة الملقية بنا إلى قاع أعماقنا المعتمة، تلك الأعماق السحيقة، المشوبة باشتهاء التلاشي وإغواء الإنتهاء.
إغواء الفناء يملؤني الآن، ويميلني ...إليه، فأميل مضطراً من فرط الترنح.. الهزات التي تهدأ أركاني، تسحقني ثم تبعثرني.
لم يبق مني بعدما استطالت جلستي هذه، إلا اليسير من الحواس.
فليس لي غير سمع يؤرقني بأنات المحيطين وشم يعوقه احتباس أنفاسي، وذاكرة لم يبق فيها إلا آيات الرحمن. هل قضى الله علىَّ بعد هواني هذا، بالإنهيار.
سبحانه، أم تراه يضعنا كالمعتاد في المحن، ليتميز الخبيث من الطيب؟ هل الله يحتاج ذلك! فلماذا إذن يعذبنا بالنازلات الماحقات، وهو تعالى العليم الخبير الذي لا حجة لأحد عليه، وله على العالمين الحجة البالغة.
من يدري، لعل الواسع العليم له حكم خفية لا سبيل أمامنا إلى فهمها "الله يعلم وأنتم لا تعلمون".. طيب!
أهو محال أن أرى ولو طيف إنسان، فأستريح لحظة مما أعانيه ولا أعرف له سبباً؟ كل ما حولي محال، فالعتمة تلفني بطبقات ظلام يهيم بعضها في قلب بعض، وفمي مكمم بشريط لاصق لا يمكنني لمسه بأصابعي، وأطرافي مقيدة بإحكام يحول دون التحرك ويجعل التجوال حلماً.
لا هوان أنكي مما يحوطني منذ الأمس.
ففي جوف ليلة بهماء كالعماء الأول، أخذتني هذه الطائرة العسكرية من سجن "قندهار" وحلقت إلى حيث لا أعرف، مع أسرى لا اعرفهم، وحراس عرفت قسوتهم من قبيح أفعالهم ومن صدق قوله تعالى: "وإذا بطشتم، بطشتم جبارين". إقرأ المزيد
جونتنامو
(2)    
المرتبة: 6,032
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار الشروق
نبذة الناشر:أحن إلى البوح.. ربما أرتاح حيناً لو حكيت لأحد الأحبة كلمات قليلات، أو لأحد الأعداء، فهل أجد من ينصت إلىَّ فأرى صورتي تتجلى على مرآته، فأراني، فأنجو من دوامات الوحدة الطاحنة الملقية بنا إلى قاع أعماقنا المعتمة، تلك الأعماق السحيقة، المشوبة باشتهاء التلاشي وإغواء الإنتهاء.
إغواء الفناء يملؤني الآن، ويميلني ...إليه، فأميل مضطراً من فرط الترنح.. الهزات التي تهدأ أركاني، تسحقني ثم تبعثرني.
لم يبق مني بعدما استطالت جلستي هذه، إلا اليسير من الحواس.
فليس لي غير سمع يؤرقني بأنات المحيطين وشم يعوقه احتباس أنفاسي، وذاكرة لم يبق فيها إلا آيات الرحمن. هل قضى الله علىَّ بعد هواني هذا، بالإنهيار.
سبحانه، أم تراه يضعنا كالمعتاد في المحن، ليتميز الخبيث من الطيب؟ هل الله يحتاج ذلك! فلماذا إذن يعذبنا بالنازلات الماحقات، وهو تعالى العليم الخبير الذي لا حجة لأحد عليه، وله على العالمين الحجة البالغة.
من يدري، لعل الواسع العليم له حكم خفية لا سبيل أمامنا إلى فهمها "الله يعلم وأنتم لا تعلمون".. طيب!
أهو محال أن أرى ولو طيف إنسان، فأستريح لحظة مما أعانيه ولا أعرف له سبباً؟ كل ما حولي محال، فالعتمة تلفني بطبقات ظلام يهيم بعضها في قلب بعض، وفمي مكمم بشريط لاصق لا يمكنني لمسه بأصابعي، وأطرافي مقيدة بإحكام يحول دون التحرك ويجعل التجوال حلماً.
لا هوان أنكي مما يحوطني منذ الأمس.
ففي جوف ليلة بهماء كالعماء الأول، أخذتني هذه الطائرة العسكرية من سجن "قندهار" وحلقت إلى حيث لا أعرف، مع أسرى لا اعرفهم، وحراس عرفت قسوتهم من قبيح أفعالهم ومن صدق قوله تعالى: "وإذا بطشتم، بطشتم جبارين". إقرأ المزيد
5.50$
الكمية:
شحن مخفض
هذا الكتاب متوفر أيضاً كجزء من العرض
- الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
- الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً
لايوجد بنود
معلومات إضافية عن الكتاب
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 290
مجلدات: 1
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
لايوجد بنود
أبرز التعليقات
ترى هل نفذت طاقة زيدان أم أنه سخر كل ما يملك من همة في عزازيل واكتفى بها.
حتى لغة زيدان الساحرة اختفت هنا وكأن من يكتب جونتنامو هو شخص آخر
هذا الموضوع المستهلك اختاره الكاتب ليكون استرسالا للعرض المتسلسل من الروايات التي ينحدر مستواها بعد عزازيل ليحبط همم محبيه عن تلك النشوة والحماسة التي ستسبق أي عمل له لاحقا
دور نشر شبيهة بـ (دار الشروق)