التوحيد والتزكية والعمران
(0)    
المرتبة: 45,790
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يتناول الدكتور طه جابر العلواني في هذا الكتاب عقيدة التوحيد، من منظور يختلف عما هو متداول في تراث المتكلمين والفلاسفة والمتصرفة، ذلك أنه يبتعد عن الاستغراق في مباحث ميتافيزيقية تفصيلية، تبتني على فرضيات ومقولات فلسفية أو غيرها، ويحاول أن يستند إلى القرآن الكريم، ويتخذه مرجعية، وربما مرجعية وحيدة في ...استجلاء اشعاعات التوحيد في مختلف جوانب التفكير الإسلامي، واكتشاف مدلولاته الاجتماعية والحياتية المختلفة.
ومن المعروف أن هذا المنهج في البحث لم يتمدد ويتسع، ليأخذ مداه المطلوب في الدراسات العقائدية التراثية، بسبب هيمنة منهج المتكلمين في بحث تلك القضايا، وحتى خصوم المتكلمين من الفلاسفة والعرفاء والمتصوفة لم يهتدوا إلى هذا المنهج، وإنما ترسموا سبلاً لا تعتمد الكتاب الكريم، وتهتم بتوظيف معطيات عقلية ولاهوتية أخرى.
ولعل أهم ما يقدمه لنا هذا الكتاب هو أنه يقترح طريقاًن لم يتبلور بوضوح في الدراسات السابقة، ويسعى لإرساء مرتكزات علم توحيد قرآني، أو علم أصول دين قرآني. وبموازاة ذلك يعمل على صياغة نموذج تطبيقي للتفسير الموضوعي، في مجال الدراسات القرآنية العقائدية، ذلك التفسير الذي ازدادت الدعوة إليه في العقود الأخيرة.
ولعل أهم ما يقدمه لنا هذا الكتاب هو أنه يقترح طريقاً، لم يتبلور بوضوح في الدراسات السابقة، ويسعى لإرساء مرتكزات علم توحيد قرآني، أو علم أصول دين قرآني. وبموازاة ذلك يعمل على صياغة نموذج تطبيقي للتفسير الموضوعي، في مجال الدراسات القرآنية العقائدية، ذلك التفسير الذي ازدادت الدعوة إليه في العقود الأخيرة.
وهنا تتجلى المزية الفائقة الأهمية في العودة إلى القرآن في الدراسات العقائدية، وهي تتمثل في اكتشاف أنماط بديلة للعلاقات بين الفماهيم العقائدية من جهة، وبين هذه المفاهيم وغيرها من جهة أخرى، بنحو يجري معه إعادة تأسيس لعلم المقاصد، والعلوم الشرعية، وبناء قواعدها، وترتيب مسائلها من جديد. فالمقاصد تغدو قيماً حاكمة، شاملة، تصدر عنها سائر المقولات، والمفاهيم، والرؤى، والأحكام. وتصاغ على شكل منظومة ثلاثية كلية مترابطة، تترتب طولياً، بحيث يكون التوحيد مرتكزها، ثم تصدر عنه التزكية، يغيب العمران، بالصورة التي ينشدها التوحيد. نعم ربما يشاد عمران منبتاً عن التوحيد والتزكية، لكل مثل ذلك العمران مشوه، تطغى فيه النزعة المادية، وتطمس القيم الأخلاقية، والأبعاد المعنوية. أما العمران الذي لا يستنزف الطبيعة، ولا يبدد مواردها، ويحمي الحياة، ويضمن للاجتماع البشري علاقات تسودها المسؤولية الأخلاقية، حيال الآخر، فهو العمران الذي يبتني على التوحيد، ويشيده إنسان التزكية، وينتهل من منابع السماء.
لقد تحدث الشيخ طه العلواني هنا عن التوحيد، كما قدم معالجات جادة للأبعاد المعرفية للتوحيد، وأثر هذه العقيدة في تقديم تفسير منطقي متناسق للعالم. كذلك تكلم عن أن الهدف الأقصى للإسلام هو ما يجسده إنسان التزكية، وإن غاية مطامح الرسالة هي تربية وإعداد مثل هذا الإنسان، وهو إنسان متزن تسود حياته العقلانية والمعنوية، ويساهم بتطهير الاجتماع البشري من الكثير من العاهات والحالات العدوانية.+ إقرأ المزيد