الشرق الأدنى في العصرين الهللينيستي والروماني
(0)    
المرتبة: 432,077
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: مكتبة المتنبي
نبذة نيل وفرات:من الملاحظ أن الكثير من الباحثين يرفضون إستخدام تعبير العصر الهللينستي والروماني في دراستهم لتاريخ منطقة الشرق الأدنى وربما يكون هناك عذر لهذا الرفض عند دراسة تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية، لأن هاتين المنطقين لم تخضعا بشكل مباشر لسيطرة القوى الهللينستية أو للرومان.
ولكن يرى الباحث بأن هذه الصفات هي ...علامات على عصر بأكمله، وأنه على الرغم من عدم خضوع هذه المناطق للسيطرة المباشرة، إلا أنها تأثرت بشدة بوجود هذه القرى إلى جوارها، وخضعت بعض أجزائها للسيطرة المباشرة لبعض الوقت.
وإلى جانب ذلك، فإنه وحين معالجة تاريخ مصر أو سوريا، أو بلاد الرافدين، فليس أمام الباحث سوى إستخدام صفة الهللينستي أو الروماني، لأن هذه البلدان خضعت بشكل مباشر لهيمنة القوى الهللينستية وللرومان، ومثل هذه الصفات استقر عليها الباحثون، بعد دراسات مستفيضة.
ومهما يكن من أمر، فالحقيقة أن دراسة تاريخ هذه المنطقة المهمة، والتي تحتل قلب العالم القديم، وفي هذه الفترة الزمنية التي تمتد على مدى ستة قرون تقريباً، فقد أمراً بالغ الصعوبة.
من هنا، تأتي أهمية هذه الدراسات الذي اهتم فيها الباحث في التاريخ لهذه المنطقة في تلك الفترة، دون أن يُعنى برصد كل كبيرة وصغيرة من تاريخ المنطقة خلال العصرين الهللينستي والروماني، كي لا يثقل على القارئ بالمجلدات الضخمة، وقد اقتضى ذلك منه عدم الخوض في التفاصيل بقدر الإمكان وخصوصاً في بعض القضايا، وإنما كان حرصه شديداً على أن يقدم القارئ خلاصة النتائج التي توصل إليها العلماء والدارسون، ولكن دون أن يعني ذلك الوقوع في شرك الإيجاز المخلّ والتسطيح والخلوّ من الصفة الأكاديمية.
لذا فقد عني الباحث بإيراد المصادر والمراجع الحديثة، حتى تكون هادياً لطلاب الدراسات العليا والباحثين، وهو إلى هذا لم يرَ داعياً لإزدحام هوامش الكتاب بعدد كبير من المراجع، بل حرص على إيراد مراجع عامة في أغلب الأحيان يستطيع الباحث من خلالها التطرق إلى الأمور الدقيقة التي لم يتطرق إليها في هذا الكتاب.
ومن الناحية النظرية، فقد حاول الباحث من خلال دراسته هذه التأكيد على فكرة الوحدة الحضارية، التي تجمع ما بين المحاور الأربعة للشرق الأدنى القديم، وهي الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، والتفاعل المستمر بين هذه المحاور، حيث أثبتت حوادث التاريخ أن أيّاً من هذه المحاور لا يستطيع العيش بمعزل عن المحاور الأخرى. إقرأ المزيد