نظرية المعرفة عند صدر المتألهين الشيرازي
(0)    
المرتبة: 23,853
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تعتبر نظرية المعرفة اللبنة الأساسية في أية منظومة معرفية أو فلسفية، لكون أبحاثها تنصب أساساً على منابع المعرفة، وقيمة المعارف،وملاك صحتها وعدم صحتها. هذا وقد بدأ الاهتمام، حديثاً، بنظرية المعرفة ككل متكامل، وفي الفلسفة الغربية أولاً، ثم بدأت أصداء ذلك الاهتمام تتردد في أوساط الفلسفة الإسلامية، لكن الدارس يجد ...أن هذه النظرية دوّنت بشكل مبعثر ضمن الأبحاث المختلفة للفلاسفة المسلمين. والشيرازي من علماء المسلمين الذين كان لهم أبحاثهم حول هذه النظرية موزعاً مسائل هذه النظرية على أبحاث النفس والوجود الذهني والعقل والعاقل والمعقول، وغيره من المبحث. ويمثل ذلك العطاء في هذا المجال حصيلة من الإنتاج الفلسفي والفكري امتد على مدى قرون من الزمن. فلقد عمل هذا الفيلسوف على دراسة الفلسفة المشائية والفلسفة الإشراقية ، واطلع على الفلسفة اليونانية والفلسفة الفارسية القديمة، ولم يغب عن باله المحصول الكلامي والمذاهب الكلامية، ودرس الآراء الدينية والتفسير الديني للقرآن الكريم، كما اهتم بالإنتاج العرفاني، وخصوصاً بالمدرسة الوفائية لابن عربي. وقد أخضع الشيرازي كل هذه المواد المعرفية لعملية نقد وتحقيق، فحذف منها ما لم يكن مقبولاً عنده، وأبقى على ما تلاءم ومقياسه العقلي والفلسفي، وقام بعملية مزج بين هذه العناصر المعرفية المتبقية، فتكونت منظومة فلسفية متكاملة ومتناسقة عرفت باسم "الحكمة المتعالية". ولم تخرج نظريته في المعرفة عن الطابع العام الحاكم على جميع منظومته الفلسفية، فكانت عصارة لجميع الجهود الفلسفية والفكرية الممتدة على مدى قرون من الزمن، ولم تكن وليدة لمذهب فلسفي خاص، أو تيار معرفي معين.
ولأهمية ذلك، قام الباحث بجمع وتنسيق الأفكار المعرفية المبعثرة للشيرازي، في هذا الكتاب، وتوليتها في إطار منهجي منظم، بما يعرض نظريته في المعرفة بشكل كامل ومتناسق، إلا أن الباحث كان له اجتهاده أيضاً حيث عمد عقد فصل تضمن دراسة مقارنة مع بعض آراء ابن سينا في بعض المفاصل الحساسة، وقدم محاولات نقدية في بعض الموارد، وأحياناً بعض الآثارات قد تكون بذوراً لمحاولات نقدية تأتي لاحقاً، فضلاً عن تقييمات قام بها الباحث لبعض الانتقادات التي وجهت إلى بعض آراء الشيرازي. إقرأ المزيد