الشيعة الإمامية بين النقد والتأويل ؛ مقاربات تحليلية نقدية لبحوث في الإمامة والمهدوية
(0)    
المرتبة: 73,494
تاريخ النشر: 07/05/2019
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:يقول الباحث في مقدمة كتابه: أن يعمل على نقد الفكر الإسلامي الشيعي بالأمر الجديد أو المستنكر، بل هو أمر مطلوب في أي فكر ديني - بما فيه الفكر الشيعي - وهو ما يفتح الباب على أكثر من جدل علمي ومعرفي، يخدم تطور المعرفة، وتبلور الحقيقة لديها، والقدرة على تلمس ...مجمل مظاهرها، لكن أن يعمل على تشويه ذلك الفكر تحت ستار البحث العلمي المجرد يكون لدينا شيء آخر، حيث يُتوسل هنا بالنقد من أجل النقض، والبحث من أجل الهدم.
هنا يوجد تمترس أيديولوجي مسبق في الفكر والكلام والتاريخ والدين، يسعى إلى محاكمة إعتقاد آخر يخالفه، بهدف تشويهه وإسقاطه... هذا ما وجده الباحث في كتاب (الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ)، والذي كما يذكر أن كاتبه أراد منه بحسب ما ذُكِر - أن يقرأ التشيع كما يحكي عنه التاريخ، مضيفاً أن الأمر انتهى بذاك الكاتب أن نقرأ التشيع كما تراه أيديولوجيته، ويفصح عنه معتقده فيه.
معقباً بأن هذا لا يوصل البحث إلى نتائج موضوعيته، ولا إلى خلاصات معرفية ذات قيمة ومصداقية، حيث لا يمكن أن نقرأ في ذاك البحث التشيع في التاريخ، بمقدار ما نقرأ أيديولوجيا الكاتب، وأن ألبسها أكثر من لباس علمي وتاريخي... هنا لم يعد بإستطاعة الباحث أن يتقافل عن هذا الكتاب، أو يغض الطرف عن سقطاته، وإنما أضحى من الحكمة بمكان، وكما يشير، ومن المسؤولية بمدى أن يضعه موضع التحليل والنقد، ليبيّن هناته، وليكشف معايبه، وإقتفاء زلاته، والإلفات إلى سعة الأخطاء التي ارتكبها، والإختلالات المنهجية التي وقع فيها، وتلك النقائض التي شابت الكثير من مطاوي كتابه.
وعليه اختار مناقشة ما ذهب إليه ذاك الكاتب في كتابه "الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ" الآنف الذكر، وذلك من خلال هذه الدراسات النقدية لتلك المقاربات والمباحث مورد الذكر.
وكان هدف الباحث الأساس تقديم هذه البحوث التي تضمنها الكتاب الذي بين يدي القارئ، والتي يسطر من خلالها معالجات جديدة، سعياً وراء الإجابة عن أهم الإشكاليات المعاصرة، والمطروحة حديثاً، والتي تتصل بالإمامة والمهدوية في الفكر الإسلامي الشيعي، وتحديداً في موضوع نصّ القدير ودلالاته، وأيضاً قضية وجود الإمام المهدي وأدلتها، يضاف إليها إشكالية الحيرة التي أصابت الإجتماع الشيعي العام بعد وفاة الإمام العسكري.
هذا فضلاً عن العمل على تقديم مقاربة نقدية لبعضٍ من تلك المحاولات الهادفة إلى نقد الفكر الشيعي، وتقويضه، وتشويهه في مجالي الإمامة والمهدوية، مشيراً بأنه كان حريصاً على تقديم أكثر من جديد في تلك البحوث؛ سواء في المضمون، أو في النتائج والخلاصات التي تقضي إليها، هذا فضلاً على الجدّة في المنهج والأسلوب، وطريقة المعالجة والبيان.
هذا وقد عمد إلى تقسيم الكتاب إلى فصلين اثنين، يرتبط الأول منهما بالإمامة ودلالة نصّ الغدير، حيث يتضمن هذا الفصل مبحثين؛ يعالج الأول تلك الدلالة من حيث تقديم مقاربة نقدية لما جاء في الكتاب مورد النقد، من أن نصّ القدير يدلّ على الإمامة الدينية دون السياسية، في حين يعالج المبحث الثاني تلك الدلالة من حيث قراءة ذلك النص متموضعاً في التاريخ والإجتماع الديني والسياسي.
أما الفصل الثاني، فقد تضمن أيضاً مبحثين اثنين، عالج الأول منهما إشكالية المنهج والدليل في إثبات وجود الإمام المهدي وولالاته، فيما عالج المبحث الثاني إشكالية الحيرة التي حصلت بعد وفاة الإمام لاحسن العسكري، وقد اشتمل على مقاربة نقدية لمسعى الكاتب في كتابه، الآنف الذكر، إلى توظيف تلك الحيرة للتشكيك بوجود الإمام المهدي وولادته.
والهدف من ذلك كله محاولة الإجابة عن مجمل تلك الإشكاليات والأسئلة التي طُرحَتْ وتُطْرَح حول تلك القضايا والمواضيع محلّ البحث، وتقديم كل جديد ومفيد في ذاك المجال الفكري مورد النظر. إقرأ المزيد