الحدث الأميركي: قراءات سياسية وفكرية
(0)    
المرتبة: 339,309
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق
نبذة نيل وفرات:شبه الأب "هنري بولاد" حادثة 11 أيلول في نيويورك وواشنطن بحادثة جرت بين سائق باص وأحد الركاب الذي كان يهمّ بالصعود إليه. فقد اقترب الباص حتى لامست إحدى عجلاته قدم الراكب، فصرخ الرجل: مهلاً، إنك تكاد تسحق قدمي. فما كان من السائق إلاّ أن دنا أكثر حتى أصاب فعلاً ...قدم الرجل الذي بدأ يصرخ لعل السائق أو أحد الحاضرين-من الركاب أو المارة-يسمع استغاثته وينقذه، إلا أن صرخاته ذهبت هباءً، وهنا نزع الرجل رجله، مع الألم الذي يعتصره، وتقدم نحو السائق وسدد له لكمة بقبضته على وجهه فأصابت أنفه حتى نزف. ذهل الركاب وبعض العابرين لهذا المشهد، فما كان منهم إلاّ أن بدأوا بضرب مبرح وتأنيب مقذح للرجل، ولم يلتفتوا إلى فعلة السائق الهمجية.
لهذه المقارنة دلالاتها المفعمة وتصويرها الدقيق لما حدث في أميركا وما أعقب ذلك من ردات الفعل المتفاوتة المستويات عالمياً ومحلياً، حيث بدا أن الحياة الكونية قد تعقدت بعد الحادي عشر من أيلول عام ألفين وواحد، وخاصة في منطقة أخذ منها التعقيد (!) مأخذه حيث يبدو لا متناهياً منذ بداية القرن العشرين، فما حدث عمّق النقاش حول طبيعة الحدث: الأسباب والدوافع، الكيفيات والأهداف، الأبعاد القريبة والبعيدة. ولم يبق أحد من أهل الاختصاص والمهتمين إلا وأدلى بدلوه حول الآثار المترتبة والنتائج المحتملة: الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وطبعاً الثقافية. وإن كانت طبيعة النقاشات والتصريحات متفاوتة من حيث التقدير والانفعال تجاه الفاعل وصفاته والمفعول به وموقعه والحال بينهما، والقواعد الناشئة عن الصراع، أو الحوار، فمما لا شك فيه أن الحدث كان ملفتاً ومفاجئاً بل صاعقاً وغير متوقع، مع إمكانية القول، أنه كان مذهلاً وخيالياً وهو أشبه بحلم أو بفيلم من إنتاج الخيال الهوليودي خاصة. ولهذا فإن القادر على إنتاج فيلم بمليارات الدولارات ليربح مليارات أكثر فإن منتجاً آخر قادر على إنتاج فيلم يدمر ثروات طائلة ويُخسر أكثر، خاصة إذا كان الربح الأول عنوة وسلباً وحراماً.
ولأهمية الحدث والتفاعلات الناتجة، والتي قد تنجم، عنه فإن المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق وجرياً على عادته في توثيق الأحداث السياسية والثقافية الهامة فقد اختار الأهم من الموضوعات التي تناولت الحدث بذاته أولاً، والخطط المسبقة لكيفيات الوصول الأميركي إلى منطقة بحر قزوين والدول الإسلامية (السوفياتية سابقاً)، إضافة إلى إخضاع باكستان وتطويق إيران. في هذا الملف أيضاً آراء لمفكرين ومثقفين من شتى أنحاء العالم ينظّرون للعلاقة الأميركية أو الغربية-الإسلامية أو العربية، وكذلك ما يسمى بـ"الإرهاب" وإعادة تعريفه، ربما هو بالأصل بدون تعريف. إن الآراء الواردة في القسم الثالث تطرح جدياً مسألة العلاقة الحضارية: أكانت صراعا أم حواراً، إخضاعاً أم إرهاباً، غلبة قوة أم تحكيم قوانين، أمم متحدة أم صيغ للهيمنة يجد الشعب العربي نفسه مرمياً بداخلها مستسلماً لفواتيرها القاسية عند كل حدثٍ عالمي أو إقليمي أو حتى داخلي. إقرأ المزيد