العولمة: إشكاليات الواقع وأسئلة المستقبل (1)
(0)    
المرتبة: 172,070
تاريخ النشر: 01/02/2003
الناشر: المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق
نبذة نيل وفرات:يأخذ النقاش حول العولمة مكاناً مركزياً في النقاش العالمي في هذا العقد الأخير من القرن الحالي. حتى لكأنها سؤال اللحظة التأريخية الراهنة في الاتجاهات كافة الاقتصادية والسياسية والثقافة والاجتماعية. ويبدو واضحاً أن المجموعات الدولية من دول وتكتلات ومحاور مأخوذة بهموم وتحديات العولمة كل من زاويته، ففي حين تسعى الولايات ...المتحدة إلى إعادة تشكيل النظام العالمي الجديد وفق أحادية قطبية تقوم على الاستئثار والهيمنة في رسم المصالح الاقتصادية والسياسية ووفق منظومة متحيِّزة من المعايير والقيم ذات التوظيف المزدوج... تسعى أوروبا إلى أخذ موقعها العالمي بالاستناد إلى قوتها الاقتصادية بالدرجة الأولى، بينما تخوض دون أخرى تجربتها الذاتية في ممانعة التحولات العالمية هذه بالاستناد إلى بنا اقتصاديات تقوم على التنمية الذاتية والاستقلال والسيادة والحفاظ على الخصوصيات الثقافية والحضارية، مثل الصين، ودول شرقي-غربي آسيا وإيران... إلى ذلك يبدو العالم العربي وكأنه غارق في سكون تاريخي.
إن واقع العولمة الذي نشهده في هذه اللحظة التاريخية ليس إلا فوضى اقتصادية وسياسية عالمية تقوم على أرضية مترجرجة وغير مستوية من الصراعات والتقلبات والتحولات لا تبشر باستقرار عالمي وشيك، ولا بأمن وسلم دوليين مرتقبين، وقد بات من المسلم به، في معظم القرارات والمعالجات الكثيرة التي قاربت هذا الموضوع، أن النتائج الأولية للعولمة هي استيلاء وتكريس تفاوتين صارخين: تفاوت بين دول الجنوب ودول الشمال، وتفاوت طبقي واجتماعي داخل الدول نفسها نتيجة لتركز الثروات بيد قلّة قليلة (الشركات الكبرى، الأفراد بالغي الثراء)... لذا يمكن القول بالمحصلة، أن العولمة (بما هي مضمون كلي، وبما هي صورة لموازين العلاقات الدولية، وبما هي آليات)، تؤدي وظيفياً، دوراً إخضاعياً على المستوى السياسي، واختراقاً قيمياً وحضارياً على المستوى المعلوماتي واستئثارياً واستتباعياً على المستوى الاقتصادي.
بناءً عليه، رأى المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، ضرورة الإحاطة المعرفية الكاملة بالإشكاليات التي يطرحها موضوع "العولمة" عبر توفير هذا الملف الذي يعدّ مادة توثيقية شاملة، تسمح للمهتمين من الباحثين والسياسيين بمقاربة الموضوع مقاربة علمية موضوعية. إقرأ المزيد