قراءة في مشروع الشراكة المتوسطية
(0)    
المرتبة: 147,797
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق
نبذة نيل وفرات:يعتبر هذا البحث بمثابة مقاربة أولية للمشروع المتوسطي أوروبياً من بين المشاريع الإقليمية والمعمور على إنجاحها بفاعلية. وذلك على سبيل الكشف عن طبيعة هذا المشروع مفهوماً وأهدافاً فنتائج، وسعياً وراء استشراف وآفاق مستقبلية ووضع خطوط عريضة لبدائل ممكنة. ولقد كانت منطقتنا، وهي الرقعة الجغرافية ذات الهوية الإسلامية العربية بغالبيتها، ...متحملة عبء التحولات وفقاً لتغير المصالح والسياسات من مرحلة إلى أخرى توافقاً أو تنافراً أو تقاطعات...
هذا الواقع الدينامي المتغير مع تبدل الصيغ والمشاريع وتطور الحاجات والوسائل، بات يتجسد حالياً في محاور متداخلة تعكس نوعاً جديداً من الهيمنة يطلق عليه الباحثون السياسيون اسم الهيمنة الجغرافية-الاقتصادية، بأسلحتها الجديدة القديمة. وذلك بعد أن تراجعت نسبياً الهيمنة الجغرافية-السياسية، بوجهها التقليدي القائم على اعتماد القوة العسكرية وبسط النفوذ على الدول الأخرى، مع الإشارة إلى أن هذا النوع من الهيمنة ما زال موجوداً في المنطقة بطريقة أو بأخرى. أما المحاور المتداخلة فيمكن تصنيفها وفقاً للمشاريع المطروحة كما يلي: أولاً: ما تعكسه ظاهرة العالمية الاقتصادية أو العولمة من آثار وما ينبثق عن هذه الظاهرة من أفكار ومشاريع. ثانياً: المشروع الشرق أوسطي الذي يهدف إلى تحقيق إطار اقتصادي لصيغة التسوية المنبثقة عن مؤتمر مدريد وذلك عبر خطوات علمية اتخذت شكل مؤتمرات متتالية أكثر تخصصاً. ثالثاً: المشروع الأوروبي المتوسطي والذي يقدم للدول المشرفة على البحر المتوسط صفقة للانفتاح الكامل على أوروبا بما ترتئيه أوروبا تلبية لحاجاتها السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة. وسط مناخات هذه المشاريع وفي مساحة مظللة بظلال العولمة والإقليمية، وبين شرق أوسطية بسطت أهدافها في قمتي الدار البيضاء وعمان والقاهرة، ومتوسطية تسعى إلى منفذ لها في المحيط. طارحة مغرياتها في برشلونة، بدأً من هم على رأس دول المنطقة بين مهرول إلى هذا أو ذاك مسوقاً لسياسات، مختلفاً إيجابيات، جامعاً المتناقضات، ولكن ليس بصورة الشريك المستفيد والنّد بل بصورة التابع المندثر برداء الانفتاح والتكيف بحجة التطور والتنمية وبينما يزداد مشروع المتوسطية بروزاً في المرحلة الحالية، وبدع من التجاذبات والمتنافسات والمخاصصات الدولية يظهر سؤال كبير يحتمل كل شروط المشروعية، وهو هل هناك مبرر كافٍ للترويج أو محاولة الولوج إلى نفق متوسطية مبهمة الملامح غير مضمونة النتائج في ظل صراعات مفتوحة على كل الاحتمالات تجعل المنطقة بأسرها أبعد ما تكون عن الاستقرار؟ في محاولة للإجابة عن هذا السؤال قسمت هذه الدراسة إلى قسمين:
القسم الأول: لضبط المصطلح مفهوماً ونطاقاً مع لمحة عن علاقة أوروبا بالمنطقة تاريخياً لما لذلك من أهمية سياقه توصلاً إلى تحديد بدايات فكرة الشراكة المتوسطية ومفهومها وأهدافها السياسية والأمنية والاقتصادية وما نتج عنها حتى الآن من محاولة تكييف هيكلي لأنظمة المنطقة. أما القسم الثاني: فيتناول أولاً نظرة الدول المتوسطية الجنوبية لفكرة الشراكة، ثم محاولة لتحديد النتائج المحتملة كما يراها المختصون بهذا المجال بالإضافة إلى النتائج والتداعيات العامة المترتبة والمحتملة للمشروع برمته، للوصول في النهاية إلى طرح البدائل الممكنة، تليها خاتمة للدراسة. إقرأ المزيد