تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: المركز الإسلامي للاعلام واللإنماء
نبذة الناشر:يحاول رجل الدولة الرئيس الدكتور "سليم الحص" في هذا الكتاب، وهو الثالث عن الحرب اللبنانية، أن يعالج عبر سلسلة من المحاضرات والأبحاث والمقالات مجموعة من القضايا والظواهر التي حفلت بها تطورات الأزمة خلال السنتين الماضيتين، وذلك بأسلوب مميز بفكره الواضح وعبارته الصريحة وإنتقاده اللاذع، مجسداً بذلك سلاح الموقف الذي أثبتت ...محن الأزمة أنه أجدى من البندقية والمدفع أحياناً...
ولا بد لكل لبناني اكتوى بنيران الحرب وعانى آلام فواجعها من أن يردد مع الرئيس الكاتب بعض ما ورد في مقدمة هذا الكتاب: تذهبُ قضيةُ الحرب، ويبقى أهلها.
انعكست الأزمةُ تفسخاً في المجتمع فأفلتت الغرائزُ الطائفية من عقالِها وضربتْ عدواها الطوائف ففاضت العصبياتُ المذهبية، وتسربتْ جراثيمُها إلى حنايا المذاهب فتبعثرتْ تيارتٍ وجماعاتٍ ومراكز قوى حزبيةً وعشائرية.
هكذا تكادُ الحربُ تُولِّدُ حروباً: حرب الأخ على أخيه، حرب الجار على جاره، حرب الضحايا على الضحايا.
الناسُ كلُهمِ من ضحايا الحرب، وكلُهم أضحى في صدامٍ وأندادهُ في المصير: العامل في مواجهة صاحب المعمل، والمصرفُ في مواجهةٍ التاجر والصناعي، ومصرفُ المصارف في مواجهة كل المصارف، والمريضُ في مواجهة الطبيب والمستشفى والصيدلي، والطالبُ كما المعلمُ في مواجهة المدرسةِ والجامعة، والكلُ في مواجهة الدولة ورموزها... هذا فيما لم يبقَ من الدولةِ إلا شبحُها. إقرأ المزيد