تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:جرت حوادث هذه القصة في زمن كان قطعة من ليل الملمات، أخذت الأندلس في جنحها الحالك ثم تركته نظماً منحلاً وركناً مضمحلاً، فكانت لها في الغرب هدة وكانت عليها في الشرق ضجة، وخلال تلك القطعة من ليل الملمات كان الأندلس تحت ملوك الطوائف، وكان هؤلاء الملوك على شرف بيوتهم ...وتميز شخصياتهم ونبوغهم في كل علم وأدب وأصحاب بذخ وترق، لاحظ لهم من همة الملك ولا نصيب من راشد السلطان، وهم أتعب خلق الله وأكثر الملوك ركواً للضرر، فأما في داخل دويلاتهم فكبد وائتمار، حتى لا تكاد الشمس تطلع إلا على ملك مخلوع ولا تغرب إلا على ملك مقتول.
وأما في الخارج فكنت ترى هؤلاء بين نارين تتواعدان، فملك الأسبان الفونس يتجنى ويعتدي، ويضرب الجزية، ويفرض الإتاوات، وصاحب مراكش يوسف بن تاشفين هو وقوادة ووزراؤه مشغوفون بالأندلس يمطرونه الرسل والرسائل إلى قضاته وفقهائه مهيئين بذلك لفتح بنوا عليه الرجاء وعلقوا به الآمال وكان ملوك الطوائف يخافون جارهم هذا الملح سلطان المغرب ويرجونه فكان تملقهم له لا ينقطع، وكانت الأموال تحمل إليه في صورة المعونة وكانت الرشى تقدم لوزرائه ورؤساء دولته في صورة الهدايا، وكل هذا المال إنما كان يجمع من المكوس والمغارم، فتخيل كيف تذهب معالم البلاد بين عبث الفرد وغفلة الجماعة...
ولقد كان على قرطبة وهي حاضرة الملك أن تحمل شطر هذا البلاء فلم تلبث أن انحطت عن ذلك المكان العالي الذي كانت فيه دار الخلافة ومطلع القصرين الدمشق والرصافة مصارت كرسي إقليم وقاعدة دويلة وعرش ملك صغير يؤدي الجزبة ولا يحس لها ذلة ولا هوناً. في هذا الإطار جاءت مسرحية "أميرة الأندلس" للأديب الكبير "أحمد شوقي". إقرأ المزيد