خطاب الكراهية ؛ إحاطات وتجارب
تاريخ النشر: 26/12/2023
الناشر: دار العالي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:إذا كان الخطاب يمثل رسالة اتصالية بين مُرسل ومُستقبل، فهو في الوقت ذاته سمة من سمات المجتمع الإنساني منذ بدء الخليقة، وحتى قبل تشكل اللغة، لتكون أداة التواصل بين الناس.
وعلى امتداد العصور¬¬ وتطور اللغات، استطاع المجتمع الإنساني أن يرتقي بأدواته ووسائله، ليصبح في العصر الحديث قادراً على إيصال رسائله الاتصالية ...بمختلف السبل، وعبر وسائله الاتصالية المعاصرة، التي استطاعت أن تجتاز الحجب والأستار، وتصل عبر الفضاء المفتوح إلى عموم البشر.
ولعل العصر التقني الرقمي الذي نعيشه مثّل ذروة التطور الإنساني الذي جعل الخطاب الإعلامي المعاصر متاحاً، لا تحدّه حدود ولا تمنعه قوانين أو فرمانات، وهذا الانفتاح والاتصال اللامحدود كان إنجازاً إنسانياً مهماً، عندما حمل الرسائل الاتصالية الإيجابية التي فتحت الباب أمام المجتمعات، كي ترتقي وتتطور وتنعم بالحصول على المعلومات وحرية التعبير، دون رقيب أوحسيب من خلال وسائل التواصل الحديثة.
لكن هذا التطور التقني الذي عده بعض الأشخاص من نعم التكنولوجيا الحديثة، حمل إلى جانب إيجابياته بعض السلبيات، حينما استغله أصحاب الإرادات الشيطانية، لينفثوا سمومهم عبر خطابات مشحونة بالكراهية والعنف ضد الآخر المختلف.
الكتاب الذي بين يديك يعود إلى أطروحة دكتوراه، قدمتها الباحثة ندى عمران إلى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة بغداد، تناولت ذلك الخطاب الصحفي المشحون بالبغض والكراهية والعداء، وكيفية تسويقه من خلال وسائل الإعلام، ليكون مادة لتمزيق النسيج المجتمعي، وليكون مادة سامة تنشر الخوف والرعب بين الناس، وتزرع القلق في المجتمع، وتخلق حالة من عدم الثقة بالآخر، والتشكيك بنواياه وسلوكياته.
وإن الخطاب الصحفي الذي بدا واضحاً من خلال وسائل الإعلام العربية بشكل عام، والعراقية على وجه الخصوص، بات موضع اهتمام الباحثين والدارسين، ولا سيما أن هذا الخطاب قد بدا جلياً من خلال رصد الباحثين للصحافة العربية، فقد أشارت بعض الدراسات المعنية برصد خطاب الكراهية في بعض الصحف العربية، وتوصلت إلى أن مصطلحات خطاب الكراهية ظهرت في الصحافة البحرينية 492 مرة، بينما ظهرت في الصحافة اليمنية نحو 1228 مرة، وتكررت في الصحافة المصرية 415 مرة، وكذلك الحال في تونس، أما في العراق فتكررت 491 مرة، وليس ببعيد عن ذلك الصحافة العربية في معظم بلداننا. إقرأ المزيد