تاريخ النشر: 26/12/2023
الناشر: دار العالي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كانت مريم بأمسّ الحاجة لتعضيد قرارها. فلم تكن الفكرة التي استقرت برأسها ضمن سياق أفكارها وقتذاك، حينما ارتجف بها محرك الحافلة في أول مغادرة، ولا عبورها الجبل بممراته المثلجة، ولا مغادرات تقطّع لها قلبها في معسكر المعاودين، ولا غياب أثر أخويها المفقودين إلى الأبد وغياب نصف عقل أمها مع غيابهما، ...ولا ركون أبيها ليأسه ليموت بمرض اغترابه يزوره أنيس وحيد هو صديقه أبو جمال، ولا رضا أختها سهيلة عن عنوستها وابتكاراتها المتخيلة، ولا اضطراب عقل أخيها الأصغر حامد بعد سنوات ليصبح من المتشددين المنغلقين، ولا اختفاء خالها الأصغر خضير بصحبة ظافر حبيب صديقتها أحلام وما انطوت عليه حياتها بغيابه بالقبول بواقع مرٍّ غيَّر حياتها إلى الأبد، ولا حياة مذلة في (أوطانها الأم). لكن ما جعلها تعقد عزيمتها على السفر والمواجهة وقبولها بالخيار الأصعب، هو ما انطوت عليه قليل أيامها من تلك الوحشة، لو استفاضت إلى أكثر من ذلك لأصبحت عاجزة تقعدها الانهيارات في مشفى أو مصح للأمراض النفسية أو قرار يأخذها إلى غير رجعة.
فقالت:
- الأفضل يا سمية أن نختار طريقنا بأنفسنا، هذا أفضل من أن نتأمل طريقاً هيَّأناها كما تقولين لأقدار موحشة، لا أخفي عليك قلقي بقراري بالمضي بما عزمت عليه. إقرأ المزيد