لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

حتى مطلع الشغف

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 207,182

حتى مطلع الشغف
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
حتى مطلع الشغف
تاريخ النشر: 23/03/2023
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:رواية «حتى مطلع الشغف» للشاعر والإعلامي والروائي الأردني موسى برهومة، لا تغامر ولا تقامر على طاولةٍ واحدةٍ فقط، من طاولات قَتلة ومُجمِّدي ومشمِّعي الرواية، وهو الأسلم للروائيين المغامرين والمقامرين الذين يحسبون حساب السلامة أيضاً؛ بل تخوض بجرأةٍ كبيرةٍ في حقول صبّار استخدام طاولتَي الشعر والفلسفة، في ذات الوقت. ولا تكتفي ...بذلك من جنون، بل تقوم أيضاً بمدّ يدها إلى اختزال الأحداث وجرّها إلى عالم الداخل، وتلك مغامرات ومراهنات تجبر القارئ والدارس على الاهتمام الفعلي بهذه الرواية، خاصة وأنها تحفل بتساؤلات الحب العميقة فلسفةً وشعراً، مع المتعة التي لا يؤجّجها إيقاد فتائل شمع الشغف في جسد غرفها السوداء فحسب، بل تزيدها المعرفة تأجّجاً وتفتّحاً لأزهار الروح. هذا إذا لم نُشِرْ أيضاً إلى نشيد إنشاد الهناءة الشعري الذي سنستمتع بوجود كلماته على السلالم الموسيقية الصحيحة لإيقاعات التوزيع في الرواية، كما نستمتع بتمتمة العاشق التي تصل إلى سماوات التسبيح للمعشوقة: « ينهمر الماء من صوتك.. كل كلمة قطرة وكل قطرة زهرة وكل زهرة ربيع. هكذا تشرق الورود من شفتيك.
هكذا تمتد الأشجار بخشوع تحت سقف سمائك حين تعبرين.. الكائنات تصلّي كي تحفظك السماء، وترسم ابتسامتك فوق النجوم. ولئن كان مسقط قلبك اليوم أو غداً أو بعد غد، فإنك، وأنت الحكيمة والبليغة والإلهة، قد أخبرتني بأن يوم حبك لي تاريخ ميلادي».
ولا يخفي موسى برهومة مغامرته ومقامرته المبرَّرة في الحقيقة حول طبيعة الرواية التي يكتب، ويريد لها أن تكون هي نفسها أيضاً بطلاً في الرواية؛ فبطلته صحافية تجد أن وقتها قد حان لكتابة رواية، وتناقش مع صديقتها الطبيبة النفسية طبيعة الرواية التي في بالها. ويُدخل الكاتب، سواء على لسان سارده أو بحوار الصديقتين، مفاهيمَ الرواية التي تصبّ في نهر كتابته للرواية، مثل مفهوم الناقد والفيلسوف المجري جورج لوكاش، وتقسيماته للرواية المثالية التجريدية، التي يستنتج منها برهومة ما يشير إلى طبيعة روايته: «وكأن لوكاش بهذه التسوية الثالثة يتحلل من الاقتران الحتمي برؤية نهائية لصراع الإنسان والطبيعة والعالم، وأيضاً صراعه مع نفسه وهي ترتطم بالإشارات الحمراء، وأخلاقيات القطيع، حيث تسود الموانع والإكراهات، وتكثر الأقنعة التي تخفي عتمات الكائن، وتقمع نزعات جسده، وتخمد شبقيته، وتقدم ما ينبغي على الناس أن تقرأ، ضمن مصفوفة الأخلاق والقيم الاجتماعية المقيتة».
في البنية العامة لتشكيلها على حدّ الشغف، وضع موسى برهومة لروايته تسلسلاً بسيطاً للنص الذي ينساب ضمن فصول مرقمة من واحد إلى أربعٍ وعشرين، ولم يُخضع هذا التسلسل للزمن، ولا للمكان، ولا للأحداث، ولا لأسماء الشخصيات، ولا لوحدة الحكاية. في هذا التسلسل تجري حكايتان، منفصلتان لكنهما توحدان النص كرواية في موضوعهما المشترك: الحب كنهر يسيل بالتواءات متأثرة بطبيعة مياهه، والتضاريس التي تعترضه.
في البنية العميقة داخل مياه نهر الحب الجاري في الرواية، ملتوياً بتساؤلات يغلب عليها حوار ثنائية الشقاء المتولد عن السكون، والسعادة التي يولدها الشغف، يجري النص منفلتاً من عقال الرتابة والتحريم، لكن بتحكم أيضاً، قد يعاني من بعض الإخفاق في وزن مقادير الانفلات. لكنه لا يتخلّى في جميع الأحوال عن الغنى المعرفي الذي يتجاوز الفلسفة والشعر إلى السينما، والرسم، والنحت، والموسيقى؛ ولا يتخلى عن صياغة كل ذلك بلغة الشعر، التي تتألق بعيون العذوبة وثياب التساؤلات.
الحكاية بصورة رئيسية تتناول امرأة في مطالع الأربعين من عمرها، ناجحة في عملها كصحافية، وفي حياتها الاجتماعية كمتزوجة من رجل مقتدر ومحترم ولها منه طفلان مستقران. غير أن سماء السلام الذي ترفل به تنفتح عن البراكين التي تراكمت، وقاربت الانفجار. تقرر الصحافية كتابة رواية تُعبّر عن الحب، في تيهه وتوهانه، مع رصد تحولات الشخصية الذكورية والأنثوية، وتستعيد لذلك ماضيها الذي يفصح عن حبّها وهي شابة للشخص الوحيد الذي يحمل اسماً في الرواية هو «فادي»، الشاب الشاعر والعازف، المسيحي الذي منعته أسرته من الزواج بها لأنها مسلمة، فعاش ضياع حبه بالهجرة، ودَوّن هذا الحب بقصائد كوّنت كتاب حبّ ونشيدَ إنشادٍ لها، فكان بذلك فردوسها المفقود، الذي عاشت شغف أن تقابله كي تستعيد شغفها بعد ثلاثة عشر عاماً لم تسمع منه أو عنه فيها كلمة. كما تستعيد في ذلك علاقتها وهي متزوجة، برجل محبّ وشغوف، هو «عاشق البحر» الذي أيقظ جسدها وأحيا روحها بعد أن كاد زواجها الرتيب الممل الخالي من الحب والشغف أن يميتهما. ويُدخِل الكاتب ضمن هذا النسيج حكاية امرأة أخرى، صيدلانية من دون اسم أيضاً هي «الدكتورة»، تعاني مشكلة رتابة الزواج مع اختلافات درجات معاناة النساء اللواتي لم يحقق لهنّ الزواج التقليدي ما يشعل أجسادهنّ وأرواحهنّ بالشغف والسعادة، فشرعن بالبحث، أو صادفهن لقاء ما يجدّد حياتهنّ، مثل «النحات» الذي التقته الدكتورة ذات صدفةٍ في فندق، فأشعلت فيه روح شغف اكتشافها حياتياً وفنياً. كما يُدخِل الكاتب قصصاً بين العشاق يطرح من خلالها مفاهيم الحرية الجنسية، والرغبة بالتعدد ومفاهيم الخيانة، في قنوات تصب في البحث عن سعادة الإنسان بما هو ذات مستقلة، تبحث عن ذاتها في آخر، شرط عدم إيذاء الآخرين.
في عروق بساطة هذا النسيج تتجلّى الحكاية الحقيقية للنفس التي خَنقت مساماتِ جسدها وعَطّلتْ تفتحَ روحها المفاهيمُ الاجتماعية والقيمُ الأخلاقيةُ والمحرّمات الدينية، التي ولدت في أزمنة سابقة لم تعد صالحة للحاضر، وأصبحت فوق ذلك سيف الشقاء الذي يبتر سعادة الإنسان. ويتجلّى صراع النفس التوّاقة للحياة مع النفس التي مسختْها المحرّمات، في حواراتٍ تتخلل السرد وتدفع الرواية إلى أن تكون محرّضاً ثورياً مسلحاً بالمعرفة والحقيقة، لبحث الإنسان عن حقيقة سعادته، رغم اقتصارها على الفلسفة والشعر والفن والتساؤلات.
لكي تكون روايته فعالة أكثر في تجْلية هذا الصراع، يلجأ الروائي إلى الشكل الذي يتفاعل جدلياً مع موضوعه، تناغماً وتجسيداً، بخلق منظومةِ سردٍ يغلب عليها طابع السارد الذي يسرد بلغة فعل الماضي عن الشخصية، مع السماح للشخصية أن تسرد هي أيضاً خلال هذا السرد، وأن تخلق الحوار بين نفسيها: الأولى الراكنة المستسلمة لقيم التحريم وضغط عقد الشقاء، والثانية الشغوفة التواقة إلى التغيير وملامسة تخوم السعادة، إضافة إلى توسيع مدى الشخصية بتعدّي حصرِها باسمٍ، إلى تحديدها بطبيعتها، كما يفعل ميلان كونديرا، لكن بخصوصية أسلوبه الشاعري.
ويقترب الشكل أكثر إلى الفعل في تجلية الصراع النفسي للشخصية، بالشعر المبرّر بطبيعة الشخصيات نفسها كصحفيين وشعراء وفنانين، لتأخذ لغة الشعر المجنحة بالمعرفة، دورها في فتح أبواب غرف النفس السوداء، ولترتقي لغةُ صور تفاعلات الجسد والروح بالإيروتيكيةَ في الرواية، إلى سماء الصوفيّة والتجلّي والحلول توحداً في الآخر: «طلب إليها ذات يوم شتائي أن تشعلَ بخورَ العود الأزرق في الموقد الذي تضع فيه جمر الأرجيلة، وتقف منفرجة الساقين فوق أعمدة الدخان، كي يتخضّب «حبيبه» بالعطر. وتظل تهبط قليلاً قليلاً حتى تشعر بحرارة البخور وهو يلهو ويترنح فوق ملمس جسدها السندسي الصقيل. كان يتأمل هذا الطقس الوثني بحواس طفل، وبمقدارٍ شديدٍ من الفضول، ويمضي يهمهم بشعر وكلام رومانسي، جاعلاً هذه المتعة سبيل الارتقاء إلى مصاف الآلهة، هاتفاً: كوني إلهتي وقبلة روحي». وحيث أن سيوف الرتابة خفيّة عادةً في ثياب أسلحة الشغف الذي كُلّفت بإطفائه، ينتقل الروائي من بطء خطو الأحداث داخل النفس إلى القفز السريع كي يحافظ على شغف القارئ، وذلك بقرار الصحافية المجنون البحث عن فردوسها المفقود، حبيبها فادي، بجهل تامٍ عن مكانه وحياته، وتنفيذها لذلك بأسلحة البحث الحديثة. ختام هذا القفز، وختام الرواية، مفاجأة انعطافات نهر النفس التي تستجرّ الشجن والدموع، وتُكمل تنقيتها للنفس بإدراك حقيقة هذه الانعطافات.
«حتى مطلع الشغف» رواية مميزة بأجنحتها التي تحمل مشعلاً لإطفاء المحرمات، وإنارةِ درب السعادة للإنسان.

إقرأ المزيد
حتى مطلع الشغف
حتى مطلع الشغف
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 207,182

تاريخ النشر: 23/03/2023
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة الناشر:رواية «حتى مطلع الشغف» للشاعر والإعلامي والروائي الأردني موسى برهومة، لا تغامر ولا تقامر على طاولةٍ واحدةٍ فقط، من طاولات قَتلة ومُجمِّدي ومشمِّعي الرواية، وهو الأسلم للروائيين المغامرين والمقامرين الذين يحسبون حساب السلامة أيضاً؛ بل تخوض بجرأةٍ كبيرةٍ في حقول صبّار استخدام طاولتَي الشعر والفلسفة، في ذات الوقت. ولا تكتفي ...بذلك من جنون، بل تقوم أيضاً بمدّ يدها إلى اختزال الأحداث وجرّها إلى عالم الداخل، وتلك مغامرات ومراهنات تجبر القارئ والدارس على الاهتمام الفعلي بهذه الرواية، خاصة وأنها تحفل بتساؤلات الحب العميقة فلسفةً وشعراً، مع المتعة التي لا يؤجّجها إيقاد فتائل شمع الشغف في جسد غرفها السوداء فحسب، بل تزيدها المعرفة تأجّجاً وتفتّحاً لأزهار الروح. هذا إذا لم نُشِرْ أيضاً إلى نشيد إنشاد الهناءة الشعري الذي سنستمتع بوجود كلماته على السلالم الموسيقية الصحيحة لإيقاعات التوزيع في الرواية، كما نستمتع بتمتمة العاشق التي تصل إلى سماوات التسبيح للمعشوقة: « ينهمر الماء من صوتك.. كل كلمة قطرة وكل قطرة زهرة وكل زهرة ربيع. هكذا تشرق الورود من شفتيك.
هكذا تمتد الأشجار بخشوع تحت سقف سمائك حين تعبرين.. الكائنات تصلّي كي تحفظك السماء، وترسم ابتسامتك فوق النجوم. ولئن كان مسقط قلبك اليوم أو غداً أو بعد غد، فإنك، وأنت الحكيمة والبليغة والإلهة، قد أخبرتني بأن يوم حبك لي تاريخ ميلادي».
ولا يخفي موسى برهومة مغامرته ومقامرته المبرَّرة في الحقيقة حول طبيعة الرواية التي يكتب، ويريد لها أن تكون هي نفسها أيضاً بطلاً في الرواية؛ فبطلته صحافية تجد أن وقتها قد حان لكتابة رواية، وتناقش مع صديقتها الطبيبة النفسية طبيعة الرواية التي في بالها. ويُدخل الكاتب، سواء على لسان سارده أو بحوار الصديقتين، مفاهيمَ الرواية التي تصبّ في نهر كتابته للرواية، مثل مفهوم الناقد والفيلسوف المجري جورج لوكاش، وتقسيماته للرواية المثالية التجريدية، التي يستنتج منها برهومة ما يشير إلى طبيعة روايته: «وكأن لوكاش بهذه التسوية الثالثة يتحلل من الاقتران الحتمي برؤية نهائية لصراع الإنسان والطبيعة والعالم، وأيضاً صراعه مع نفسه وهي ترتطم بالإشارات الحمراء، وأخلاقيات القطيع، حيث تسود الموانع والإكراهات، وتكثر الأقنعة التي تخفي عتمات الكائن، وتقمع نزعات جسده، وتخمد شبقيته، وتقدم ما ينبغي على الناس أن تقرأ، ضمن مصفوفة الأخلاق والقيم الاجتماعية المقيتة».
في البنية العامة لتشكيلها على حدّ الشغف، وضع موسى برهومة لروايته تسلسلاً بسيطاً للنص الذي ينساب ضمن فصول مرقمة من واحد إلى أربعٍ وعشرين، ولم يُخضع هذا التسلسل للزمن، ولا للمكان، ولا للأحداث، ولا لأسماء الشخصيات، ولا لوحدة الحكاية. في هذا التسلسل تجري حكايتان، منفصلتان لكنهما توحدان النص كرواية في موضوعهما المشترك: الحب كنهر يسيل بالتواءات متأثرة بطبيعة مياهه، والتضاريس التي تعترضه.
في البنية العميقة داخل مياه نهر الحب الجاري في الرواية، ملتوياً بتساؤلات يغلب عليها حوار ثنائية الشقاء المتولد عن السكون، والسعادة التي يولدها الشغف، يجري النص منفلتاً من عقال الرتابة والتحريم، لكن بتحكم أيضاً، قد يعاني من بعض الإخفاق في وزن مقادير الانفلات. لكنه لا يتخلّى في جميع الأحوال عن الغنى المعرفي الذي يتجاوز الفلسفة والشعر إلى السينما، والرسم، والنحت، والموسيقى؛ ولا يتخلى عن صياغة كل ذلك بلغة الشعر، التي تتألق بعيون العذوبة وثياب التساؤلات.
الحكاية بصورة رئيسية تتناول امرأة في مطالع الأربعين من عمرها، ناجحة في عملها كصحافية، وفي حياتها الاجتماعية كمتزوجة من رجل مقتدر ومحترم ولها منه طفلان مستقران. غير أن سماء السلام الذي ترفل به تنفتح عن البراكين التي تراكمت، وقاربت الانفجار. تقرر الصحافية كتابة رواية تُعبّر عن الحب، في تيهه وتوهانه، مع رصد تحولات الشخصية الذكورية والأنثوية، وتستعيد لذلك ماضيها الذي يفصح عن حبّها وهي شابة للشخص الوحيد الذي يحمل اسماً في الرواية هو «فادي»، الشاب الشاعر والعازف، المسيحي الذي منعته أسرته من الزواج بها لأنها مسلمة، فعاش ضياع حبه بالهجرة، ودَوّن هذا الحب بقصائد كوّنت كتاب حبّ ونشيدَ إنشادٍ لها، فكان بذلك فردوسها المفقود، الذي عاشت شغف أن تقابله كي تستعيد شغفها بعد ثلاثة عشر عاماً لم تسمع منه أو عنه فيها كلمة. كما تستعيد في ذلك علاقتها وهي متزوجة، برجل محبّ وشغوف، هو «عاشق البحر» الذي أيقظ جسدها وأحيا روحها بعد أن كاد زواجها الرتيب الممل الخالي من الحب والشغف أن يميتهما. ويُدخِل الكاتب ضمن هذا النسيج حكاية امرأة أخرى، صيدلانية من دون اسم أيضاً هي «الدكتورة»، تعاني مشكلة رتابة الزواج مع اختلافات درجات معاناة النساء اللواتي لم يحقق لهنّ الزواج التقليدي ما يشعل أجسادهنّ وأرواحهنّ بالشغف والسعادة، فشرعن بالبحث، أو صادفهن لقاء ما يجدّد حياتهنّ، مثل «النحات» الذي التقته الدكتورة ذات صدفةٍ في فندق، فأشعلت فيه روح شغف اكتشافها حياتياً وفنياً. كما يُدخِل الكاتب قصصاً بين العشاق يطرح من خلالها مفاهيم الحرية الجنسية، والرغبة بالتعدد ومفاهيم الخيانة، في قنوات تصب في البحث عن سعادة الإنسان بما هو ذات مستقلة، تبحث عن ذاتها في آخر، شرط عدم إيذاء الآخرين.
في عروق بساطة هذا النسيج تتجلّى الحكاية الحقيقية للنفس التي خَنقت مساماتِ جسدها وعَطّلتْ تفتحَ روحها المفاهيمُ الاجتماعية والقيمُ الأخلاقيةُ والمحرّمات الدينية، التي ولدت في أزمنة سابقة لم تعد صالحة للحاضر، وأصبحت فوق ذلك سيف الشقاء الذي يبتر سعادة الإنسان. ويتجلّى صراع النفس التوّاقة للحياة مع النفس التي مسختْها المحرّمات، في حواراتٍ تتخلل السرد وتدفع الرواية إلى أن تكون محرّضاً ثورياً مسلحاً بالمعرفة والحقيقة، لبحث الإنسان عن حقيقة سعادته، رغم اقتصارها على الفلسفة والشعر والفن والتساؤلات.
لكي تكون روايته فعالة أكثر في تجْلية هذا الصراع، يلجأ الروائي إلى الشكل الذي يتفاعل جدلياً مع موضوعه، تناغماً وتجسيداً، بخلق منظومةِ سردٍ يغلب عليها طابع السارد الذي يسرد بلغة فعل الماضي عن الشخصية، مع السماح للشخصية أن تسرد هي أيضاً خلال هذا السرد، وأن تخلق الحوار بين نفسيها: الأولى الراكنة المستسلمة لقيم التحريم وضغط عقد الشقاء، والثانية الشغوفة التواقة إلى التغيير وملامسة تخوم السعادة، إضافة إلى توسيع مدى الشخصية بتعدّي حصرِها باسمٍ، إلى تحديدها بطبيعتها، كما يفعل ميلان كونديرا، لكن بخصوصية أسلوبه الشاعري.
ويقترب الشكل أكثر إلى الفعل في تجلية الصراع النفسي للشخصية، بالشعر المبرّر بطبيعة الشخصيات نفسها كصحفيين وشعراء وفنانين، لتأخذ لغة الشعر المجنحة بالمعرفة، دورها في فتح أبواب غرف النفس السوداء، ولترتقي لغةُ صور تفاعلات الجسد والروح بالإيروتيكيةَ في الرواية، إلى سماء الصوفيّة والتجلّي والحلول توحداً في الآخر: «طلب إليها ذات يوم شتائي أن تشعلَ بخورَ العود الأزرق في الموقد الذي تضع فيه جمر الأرجيلة، وتقف منفرجة الساقين فوق أعمدة الدخان، كي يتخضّب «حبيبه» بالعطر. وتظل تهبط قليلاً قليلاً حتى تشعر بحرارة البخور وهو يلهو ويترنح فوق ملمس جسدها السندسي الصقيل. كان يتأمل هذا الطقس الوثني بحواس طفل، وبمقدارٍ شديدٍ من الفضول، ويمضي يهمهم بشعر وكلام رومانسي، جاعلاً هذه المتعة سبيل الارتقاء إلى مصاف الآلهة، هاتفاً: كوني إلهتي وقبلة روحي». وحيث أن سيوف الرتابة خفيّة عادةً في ثياب أسلحة الشغف الذي كُلّفت بإطفائه، ينتقل الروائي من بطء خطو الأحداث داخل النفس إلى القفز السريع كي يحافظ على شغف القارئ، وذلك بقرار الصحافية المجنون البحث عن فردوسها المفقود، حبيبها فادي، بجهل تامٍ عن مكانه وحياته، وتنفيذها لذلك بأسلحة البحث الحديثة. ختام هذا القفز، وختام الرواية، مفاجأة انعطافات نهر النفس التي تستجرّ الشجن والدموع، وتُكمل تنقيتها للنفس بإدراك حقيقة هذه الانعطافات.
«حتى مطلع الشغف» رواية مميزة بأجنحتها التي تحمل مشعلاً لإطفاء المحرمات، وإنارةِ درب السعادة للإنسان.

إقرأ المزيد
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
حتى مطلع الشغف

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 200
مجلدات: 1
ردمك: 9786144864074

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين