تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب
(0)    
المرتبة: 92,422
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: مؤسسة البلاغ
نبذة نيل وفرات:يعد هذا الكتاب من خيرة ما ألّف في علم النسب ومن أقدمها؛ بل يعتبر المصدر الوحيد للكثير من المعلومات النسبية والكتب المؤلفة في هذا الفن، والمعوّل عليه من قبل كافة المصنفين في علم النسب، كما أن فيه من المعلومات النسبية الكثيرة ما لا توجد في غيره من الكتب المتأخرة ...عنه، بحيث كان فَقْدُ هذا الكتاب في المكتبة النسبية يعدّ نقصاً كبيراً وثغرة لا يسدها شيء، وقال عنه المصنف شيخ الشرف في مقدمة هذا الكتاب: لما أفضى إليّ النظر في أنساب السادة آل أبي طالب ابتدأت بكتاب يشتمل على عشرة آلاف ورقة في شرح أحوالهم وذكر أنسابهم، قال: ثم إني نظرت أنه لا بدّ لكل علم من مدخل ومقدمة، يرتاض به المبتدئ، ويستذكر به المنتهي فعملت كتاب هذا على وجه الإختصار يشتمل على صدر النسب وأنفه [...].
والمؤلف في هذا الكتاب لا يستقصي كافة الأولاد المنتسبين إلى الذرية النبوية؛ بل يذكر فقط من اتصل عقبه وبقيت ذريته دون من انقرض عقبه أو درج، وذلك أن قصده إثبات اتصال السادة الموجودين وتصحيح أنسابهم وما يترتب عليه من الآثار التي كانت تهم النقباء والنقابات خاصة.
ولم يرد من أحوال المذكورين هنا إلا الشيء واليسير من ترجمتهم، فالمؤلف وعامة النسابة يهمهم التسخير والتفريغ وبيان الأنساب فقط.
وإلى هذا، فإن هذا الكتاب، مع ما فيه من استدراكات ابن طباطبا كان مفتقداً عند عامة العلماء والمهتمين بأمر الرجال والأنساب إلى يومنا هذا، فلم يذكره صاحب الذريعة في كتابه - ولا ذكره غيره - وإنما ذكر أصل الكتاب الذي كان خالياً من إضافات ابن طباطبا وتعليقاته القيمة فقال حول الأصل.
ويتبين من هذا ومما سيأتي عن المقريزي تأليف كتابه، هذا وذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه أيضاً: (تهذيب الإنسان للسيد الإمام النسابة الحسين بن محمد أبي عبد الله ابن طباطبا...) وقال: (ينقل عنه السيد أحمد العبيدلي في تذكرة النسب)، فصاحب الذريعة كم يقف على هذا الكتاب مباشرة، وقال البيهقي ابن فندق في لباب الأنساب ص 720 عند تعرضه لكتب الأنساب ورموزها قال: (ط ظ يب) علامة السيد الأمام أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم وله كتب في تهذيب الأنساب.
وقد نقل أيضاً ابن فندق في مواضع من كتابه لباب الأنساب عن كتاب نهاية الأعقاب، ويقصد به كتاب شيخ الشرف الخالية من استدراكات ابن طباطبا.
وإلى ذلك؛ فإن هذا الكتاب، وهو من تصنيف اثنين من جهابذة الفن لم يكن في تناول أحد مباشرة؛ اللهم إلا في العصور المقاربة لعصر المصنف كما يظهر في بعض الكتب.
أما المؤلف فهو شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين... العبيدلي النسابة البغدادي ابن جعفر ولد سنة ٣٣٨هـ قال عنه تلميذه وقرنيه ابن طباطبا في هذا الكتاب: أبو الحسن النسابة له أدب وشعر وكتب، رحمه الله، ولا نعية له [...].
وقال عنه الإمام فخر الدين الرازي في الشجرة المباركة: السيد العالم الشاعر النسابة شيخ الشرف خليفة النقيب ببغداد، وقال المقريزي في المقفى: كان أمامي المذهب من تلامذة المفيد، وكان عالماً بالنسب فريداً فيه، ولذا لقب بشيخ الشرف.
وتصانيفه كثيرة منها في الأنساب كتاب الأعقاب قرئ عليه ببغداد سنة ٤٢٢هـ، ورحل من بغداد، ودخل دمشق وطبرية، وقدم مصر فسمع منه أبو الغنائم النسابة علماً كثيراً وذكر أن له كتباً كثيرة من تصنيفه وشعراً، وأنه رجع إلى بغداد سنة ٤٣٥هـ وله مائة سنة إلا ستين، ومات ببغداد سنة ٤٣٦هـ.
٢- ابن طباطبا: الشريف أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن محمد بن القاسم... محمد بن أحمد بن إبراهيم الحسني النسابة صاحب الزيادات الهامة على هذا الكتاب يعرف هو وأسرته بابن طباطبا نسبة إلى جدهم الأعلى إبراهيم الملقب بطباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان متميزاً من بين أجله بعلم النسب ومعرفة أيام الناس وله حظَّ من الأدب وقول الشعر، وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث، كانت وفاته سنة ٤٤٩هـ.
وقد نال هذا الكتاب حظه بالإعتناء، فجاءت عملية التحقيق على هذا النحو: عمد المحقق إلى استنساخ الكتاب، ليعرضه من ثم على سائر المصادر الموجودة في هذا الفن مثل: المجدي والفخري، وعمدة الطالب، محاولاً أن يقدم للقرّاء بعض ما تيسر له من تحقيق وتعليق، وأيضاً عمد إلى تعليق ما وجده بهامش النسخة من تعليقات كانت مأخوذة غالباً من أصل التهذيب لابن أبي جعفر.
كما تقدم، وأغنى الكتاب بفهرس لأعلام الطالبين كي يستعين به الباحث والمراجع والطالب للأصول إلى بغيتهم. إقرأ المزيد