الموصل في العهد الأتابكي: حياتهم - ملوكهم - جيوشهم - جوامعهم - دياراتهم - مدارسهم (521 - 660هـ / 1127 - 1261م )
(0)    
المرتبة: 50,909
تاريخ النشر: 11/01/2019
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:اتخذ الأشوريون مدينة نينوى عاصمة لهم سنة 1080 م وحصنوها فأقاموا حولها القلاع ؛ ومنها القلعة التي كانت في الجهة الغربية من دجلة تقابل مدينة نينوى . تقع هذه القلعة فوق " تل قليعات " الذي يشرف على السهول الغربية المقابلة لمدينة نينوى ، كما يشرف على السهول بين ...نينوى والموصل . فقد كانت هذه القلعة – الحصن – النواة لمدينة الموصل ، فإن مناعة الموقع ، وخصب السهول المجاورة لها ، وقربها من دجلة ، ووجود حامية في الحصن ، ووقوعها على طرق رئيسية تصل بين طرفي الهلال الخصيب ؛ كل هذا جعل الناس في شوق للسكنى حول الحصن المذكور ، وأخذت البيوت تزداد على مر السنين . وفي سنة 602 ق.م سقطت مدينة نينوى فدمرها الأعداد ، وقتلوا أهلها ، ولم ينجُ من سكانها إلا القليل ، ولا شك أن التخريب والقتل أصاب الحصن الغربي ومن حوله . وبعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن في البلاد ، تراجع بعض السكان الذين سلموا من سيوف الأعداء إلى نينوى ، وأسسوا لهم حصناً على " تل توبة " في نينوى ، كما أن قسماً منهم رجعوا إلى الحصن الغربي فرمموه وسكنوا فيه . وصار قرب دجلة حصنان : أحدهما " الحصن الشرقي " وهو الذي فوق " تل توبة " يقابله في الجهة الغربية من دجلة " الحصن الغربي " الذي فوق " تل قليعات " . وفي القرن الرابع قبل الميلاد – ازدادت العمارة حول الحصن الغربي ، وصار قرية لها شأن يُذكر ، وجاء ذكرها في رحلة العشرة آلاف بقيادة زنغون باسم سبلا . وعلى هذا فقد سار لـ " مسبلا " شأن يُذكر بعد سقوط نينوى لموقعها المهم الذي يصل بين عدة أقطار ، وهذا الموقع نفسه سبب للمدينة ويلات ومصائب عبر التاريخ ، فقد كانت ساحة للحروب التي استعرت نيرانها بين المتنازعين على الحكم ، فكانت الجيوش يكتسحه فتدمر ما به ، وكان الكتبة الآراميون يسمون الموصل " حصن عبورايا " ، أي " الحصن الغربي " تمييزاً له عن الحصن الشرقي - نينوى . وفي القرن الثاني للميلاد توسعت المدينة ، فكان حول الحصن بيوت وجنينة ، ثم أخذ الفرس يهتمون بأمرها ، ويعززون حماية الحصن بالجيش والعدد . وقبيل الإسلام صارت تُعرف بـ " نيو أردشير " ويذكر الشاري أن العرب كانوا يسمونها " خولان " . وعلى هذا فقد صار للموصل حصن له سور وأبواب . وكانت الموصل وقت الفتح الإسلامي تشتمل على ثلاثة أحياء : حي المجوس ، وهم الفرس الذين سكنوا الموصل ، حي النصارى : كان قرب بيعة " مار أيشعيا " الحالية ، وكانت تسمى " دير ربان أبشوع بار قسرعاً ، نسبة إلى الراهب الذي أسس الدير حوالي سنة 570 م . والمحلة الأحمدية التي يسكنها اليهود قبل أن يهاجروا إلى فلسطين أما العرب فقد سكنوا الموصل وبلاد الجزيرة منذ القرن الثالث للميلاد ، والقبائل التي انتشرت في هذه الديار هي بكر وتغلب وأيا والنمر . وقد فتح المسلمون الموصل سنة ( 16 ه / 637 م ) ، والقبائل التي اشتركت في الفتح هي : تغلب وإياد والنمر بقيادة تغلب وأياد والنمر بقيادة ربعي بن الأفكل العنزي . وقد توالى على الموصل العهد الأموي والعباسي وكانت لها مكانتها خلال تلك الفترات ، لتصل في عهد الأتابكة إلى مكانة مرموقة سطرها التاريخ . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يتناول هذه الحقبة الزمنية التي مرت على مدينة الموصل ، ذلك أن معالم الآثار الأتابكية لا زالت شامخة في مدينة الموصل من مدارس ومساجد ودار إمارة ، وآثار مختلفة أخرى ، تتجسد فيها المعاني العظيمة التي مرت بها هذه المدينة العريقة إبان الفترة الأتابكية . هذا ويشير المؤلف إلى أن ما دفعه المؤلف لنشر كتابه هذا ، ما تتعرض له هذه المدينة من خراب ودمار لأهم معالمها الأثرية ، فتدمير المساجد والمواقع الأثرية ، والمشاهد والكنائس ، جاء على نحوٍ لا يُصدق ، فجامع النبي يونس عليه السلام ، والجامع المجاهدي ، والمدرسة الكمالية ( جامع شيخ الشط ) ، وجامع النبي شيت ، وجامع النبي جرجس ، وجامع قضيب البان ، ومشهد يحي أبو القاسم وغيرها من الأماكن التي خسرها أهل الموصل ، والموصل ، لا يمكن أن تُعَوض بما كانت تضمه من تحف وخطوط وبناء ، ولم يبقَ بها إلا ما حفظته الكتب والدراسات من صور وحقائق ، والتي لا تعطي إلا صورة محدودة لواقع هذه الأماكن الذي حاول المؤلف التأريخ لها بتاريخه لمدينة الموصل في العهد الأتابكي ، في واقعها الاجتماعي ، والتسليط على ملوكها ، وجيوشها ، وجوامعها ، ودياراتها ومدارسها . إقرأ المزيد