تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من هم اليزيدية؟!!! بحث الكثيرين من المفكرين والكتّاب عن هذه الطائفة وما عندهم من طقوس وعبادات، وذهبوا مذاهب متعددة في منشأ عقيدتهم وتطورها حتى ما كانت عليه اليوم. والذي تمّ الوصول إليه في شأن هذه الفرقة الإسلامية أنها حركة سياسية خالصة، جعلت لها صبغة دينية تسير تحتها لتعيد الحكم ...إلى الأمويين، كما سيتبين للقارئ من خلال هذا الكتاب.
إن أقوى نزاع شهده العالم الإسلامي على الخلافة، هو ما كان بين الأمويين والهاشميين. فالعداء قديم بين بني أمية وبني هاشم، ففي الدور الجاهلي تنازعوا على زعامة مكة، وفي الإسلام تجدد هذا النزاع على الخلافة. ففي خلافة ذي النورين، حاول بعض الأمويين حمله على حصر الخلافة في بني أمية، وقد صرح له أبو سفيان بهذا، فقال له:"لقد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك..."
وبعد مقتل عثمان، وصل بنو أمية إلى الخلافة، وبعد وفاة معاوية، تولى الخلافة ابنه يزيد وهكذا إلى أن ضعفت الدولة الأموي. ووصل العباسيون إلى الخلافة من أثار الأمويين، فبرزت فرقة اليزيدية التي نادت باسترجاع الخلافة، وقد قامت على فكر "السفياني المنتظر" "كالمهدي المنتظر" عند "العلويين-الشيعة" وجعلوها صفة دينية لهم، ووضعوا الأحاديث والأخبار التي تؤيد دعوتهم، وتندد بحل عارضهم وهم العباسيون الذين أخذوا الخلافة باسم "رجل من آل البيت" وقد التف حولها الكثيرين من الأمويين وأتباعهم وأيدوها ليستروا بها دعوتهم في استرجاع الخلافة إليهم، ثم دخلتها تعاليم متطرفة، على مر العصور، حتى كانت عقيدة اليزيدية، التي هي عليها اليوم.
هذا ويقطن اليوم اليزيدية في محافظة نينوى، في قضائي الشيخان وسنجار، وبعضهم في ولاية حلب من سورية وفي شرقي تركية وفي بلاد القفقاس، وهم قبائل متعددة كردية وعربية، يتكلمون اللغة الكردية، إلا قليلاً منهم، يحترمون الشيطان "طاووس ملك" ويؤلهون يزيد ابن معاوية، الذي نسبوا نفسهم إليه. هذه فكرة موجزة عن هذه الفرقة التي قدم عنها الباحث دراسة مستفيضة في هذا الكتاب والتي تكشف عن كثير من الجوانب الغامضة والمغلوطة عنها، وتكتسب هذه الدراسة أولاً من حيث أهمية هذا الموضوع الذي يشوبه الكثير من الغموض في حين تتسع بقعة هذه الفرقة اليوم وثانياً لأن المكتبة العربية بحاجة إلى مثل تلك الدراسة وثالثاً وهو الأهم، فإن هذه الدراسة هي من الموضوعية والتوثيق ما يجعلها محط أنظار الدارسين والباحثين من ذوي الاختصاص وحتى من قبل من يردم الإطلاع من منطلق المعرفة بالشيء. إقرأ المزيد